[email protected]
السياسات المرتبكة التي يصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المضي فيها بالمنطقة من خلال تدخلاته في شؤون الدول، وتشتيت اهتمامات وتوجهات وبالتالي الميزانية وكل ما هو مرتبط بالاقتصاد التركي بدأت تتبلور آثارها السلبية بوضوح على الدولة، ناهيك عن الشعب التركي الذي لا يزال يعاني تضاعف أرقام الإصابات والوفيات بسبب جائحة فايروس كورونا المستجد، هذا الشعب الذي وجد نفسه في مواجهة واقع القرارات المتخبطة والسياسات غير المدروسة أو المسؤولة من الرئيس الذي لم يوفر لشعبه ما يمكنه من الوقوف متماسكا أمام آثار هذه الجائحة العالمية، في مشاهد ستظل عالقة في الذاكرة القريبة ناهيك عن توثيقها في صفحات التاريخ التي ستخلد تلك الصور المحزنة لحالات الفوضى والهلع، التي انتشرت في شوارع مدينة أسطنبول التركية حين تم دون سابق إنذار أو تنسيق أو ترتيب أو توعية اللجوء إلى إعلان فرض حظر التجول بطريقة مفاجئة، الأمر الذي دفع الآلاف من سكانها إلى أن يهرعوا لمتاجر التموين الغذائي التي لم تكن أبدا مستعدة لمثل هذا القرار، وكان السبب في أن شوارع العاصمة التركية شهدت منظرا محزنا بين مشاجرات وإطلاق نار أمام محلات التموين بسبب نقص في وفرة مواد الغذاء، في أحداث مؤلمة عكست مدى التخبط في اتخاذ القرار وحجم القصور في عدة جوانب ومعطيات في سياسات الرئيس التركي، التي تعامل بها مع واقع كوفيد 19 والذي رغم إدراكه أنه لم يعد قادرا على ضبط الموقف الداخلي، وأنها شتتت قدرات ومقدرات الدولة في سبيل دعم مصالح شخصية من خلال المضي في سياسات خارجية واتفاقيات مشبوهة، لا تخدم سوى أجندته الداعمة لكل ما يخدم تفشي الفوضى في المنطقة الأمر الذي يكبدهم خسائر في الأموال ورصد الميزانيات، كان من باب أولى أن تجد طريقها لدعم توفير سبل نجاة مواطنيها أمام ذلك الفيروس الذي انتشر بينهم انتشار النار في الهشيم، ووجدوا أنفسهم مضطرين لمواجهته بقصور في كافة الخدمات الطبية والوفرة الغذائية وكافة الاحتياجات الإنسانية.
الهلع والفوضى والتخبط في القرار الداخلي الذي انعكس على تلك المشاهد التي رصدها العالم، بسبب إصرار أردوغان على سياسات التدخل في شؤون دول المنطقة ودعم العصابات والميليشيات لضمان استمرارها في تنفيذ أجنداته التي من شأنها دعم استمرار النزاعات والأزمات والفوضى، غير مبالية بما يمر به العالم بشكل عام بسبب فيروس كورونا المستجد، ناهيك عن عدم مبالاتها بمعاناة شعبها الذي وجد نفسه أمام واقع مؤلم، يؤكد لكل من استقرأه من بعيد أو قريب أن الدمار والانهيار هو السيناريو الأقرب لكل مقومات الاقتصاد التركي، الذي يعاني في حاضره مما جنته عليه سياسة أردوغان حتى قبل الجائحة التي يبدو أنها جاءت لتكشفه على حقيقته، وتعلن بداية النهاية لأحلام الرئيس التركي التي باتت كابوسا تعيشه تركيا حكومة وشعبا.
[email protected]
[email protected]