استقبل المجتمع السعودي قرار إيقاف صلاة الجمعة والجماعة والاكتفاء برفع الأذان في المساجد بشيء من الحزن رغم الامتثال التام والمعرفة الكاملة لما وراء هذا القرار من مصلحة عامة، كما أنهم لم يستوعبوا بعد فكرة أن يكون رمضان هذا العام بلا صلاة تراويح في المساجد تلك التي ينتظرونها من عام لعام لما فيها من هالة روحانية عالية مما جعل الأمر أكثر صعوبة في التقبل برغم الامتثال أيضا، ولو أننا حاولنا أن ننظر لبعض الأمور التي حدثت وأعاقت الصلاة في المساجد أو الخروج من المنزل في أي وقت من منظور إيجابي، لخرجنا بنقاط عديدة قد تساعد على الوصول لذروة الخشوع وإتمام العبادة بالشكل الصحيح الذي يجعلنا نخرج من هذا الشهر بالأجر الكامل بعد مشيئة الله.
قد تكون المحلات المفتوحة والاجتماعات اليومية عائقا كبيرا في وجه استغلال كل لحظة من لحظات هذا الشهر المبارك، إذ إن البعض كان يقضي معظم وقته خلال الأعوام السابقة من هذا الشهر في التبضع والاجتماعات التي سرقت منه الوقت الذي كان الأجدر به أن يكون قد سخره للسير مع الكرب إلى أعلى الدرجات، فقد من الله علينا الآن بالمساحة الكاملة كي لا يشغلنا شيء عن دخول الجنة، كما أن البعض ممن أحزنه خبر عدم إقامة صلاة التراويح في المساجد قد يكون لم يصلها جماعة في وقت سابق لأي ظرف كان، وشاء الله أن جعله يصليها هذا العام كاملة تامة في بيته، فلننظر إلى ما في بطون المصاعب من منح ولنجعل من هذا الشهر لقاح ذلك الداء المستبد.
11Labanda@