خرجت مسيرات في مدن «بنغازي ودرنة والبيضاء والمرج واجدابيا»، أمس الجمعة، لليوم الثاني على التوالي مؤيدة لدعوة حفتر التي أطلقها مساء الخميس، كما فوّض عددًا من أعضاء مجلس النواب الجيش بإسقاط حكومة السراج، وقال النائب سعيد امغيب: أبارك ما جاء في كلمة القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر، وأعلن تفويضي الكامل للقيادة العامة للجيش لتولي قيادة البلاد، وإعادة الأمور إلى نصابها، بعد الفشل الذريع للاتفاق السياسي وكافة الهياكل السياسية الحالية.
وأعلن عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي، تفويض خليفة حفتر بتولي زمام السلطة بعد تحرير طرابلس وقال: أدعو الليبين الأحرار الشرفاء لإسقاط ما يُعرف بالاتفاق السياسي وتفويض المؤسسة العسكرية لقيادة المرحلة المقبلة بإعلان دستوري جديد يضمن تجاوزها.
تضامن القبائل
وأعلن مجلس مشايخ وأعيان ترهونة في بيان تفويض القائد العام للجيش الليبي بإدارة شؤون البلاد، وإصدار إعلان دستوري يضمن لليبيين المحافظة على مدنية الدولة، وبناء مؤسساتها السياسية، وقال المجلس: نقدّر التضحيات الجسام التي يقدمها الجيش الليبي، منذ عام 2014 وحتى اليوم، من أجل تطهير البلاد من الجماعات الإرهابية، والعصابات الإجرامية والمرتزقة الدواعش والأتراك، ولصوص القتل والسرقة والفساد.
وأضاف: بالنظر لعجز ما يُسمى المجلس الرئاسي وحكومته الهزيلة والمرتهنة لسطوة الميليشيات، وحيث يشكّل اتفاق الصخيرات بأكمله أكبر مهزلة سياسية في تاريخ ليبيا منذ عام 2011، واستجابة لنداء القائد العام للقوات المسلحة، فإن مجلس مشايخ وأعيان ترهونة الذي يضم 63 قبيلة وعددهم يتجاوز مائتين وثلاثين ألف نسمة من مشايخ وأعيان ومهنيين وخبراء ومنظمات المجتمع المدني والنقابات العمالية والاتحادات الشبابية، يفوّض القائد العام للجيش الليبي بإدارة شؤون البلاد، وتأمين وضبط حدودها، واقتلاع جذور الإرهاب من كامل التراب الليبي.
تفويض الجيش
وقال المجلس الأعلى لقبائل الأشراف والمرابطين: نعلن تفويض المؤسسة العسكرية لتولي زمام أمور البلاد والحفاظ على حقوق الشعب الليبي المتمثلة في الحياة الآمنة المستقرة وحق الأمان والنمو الاقتصادي والمساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد.
بدوره، وصف أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية مصطفى الزائدي، دعوة حفتر بأنها «خطوة مهمة لدعم تضحيات القوات المسلحة من أجل تطهير الوطن من عبث الميليشيات ومخاطر الإرهاب، ونحو بناء ليبيا الجديدة، الدولة المدنية الحقيقية الآمنة المستقرة».
دعوة حفتر
كان قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، دعا الليبيين في كلمة متلفزة، مساء الخميس، إلى الخروج لإسقاط المجلس الرئاسي بعدما حوّل المشهد السياسي في ليبيا إلى فوضى وانحدر بالوضع الاقتصادي إلى أسوأ حالاته، كنتيجة مباشرة لفساده وارتكابه العديد من الجرائم في حق البلاد.
وأضاف: هذا المجلس استهان بكرامة الليبيين وفرّط في سيادة الدولة ودمر اقتصادها ونهب وأهدر أموال الشعب وأهمل التنمية وتحالف مع ميليشيات الإرهاب وسخّر موارد النفط لدعمها وجلب المرتزقة لمحاربة الجيش، وسقط إلى هاوية العمالة والخيانة بدعوة المستعمر التركي لاحتلال البلاد.
وأدان قائد الجيش الليبي تفاخر المجلس الرئاسي بجرائم الميليشيات في مدينتي صرمان وصبراتة غرب العاصمة طرابلس، مؤكدًا أن فرحة رئيس المجلس فايز السراج لن تدوم لأن الجيش سيواصل كفاحه لتحرير العاصمة طرابلس.
وأشار حفتر إلى أن الخيار الوحيد أمام الليبيين في ظل هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه بلادهم هو الخروج لإعلان إسقاط الاتفاق السياسي والمجلس الرئاسي، وتفويض المؤسسة المؤهّلة لقيادة المرحلة القادمة وفق إعلان دستوري يمهّد لبناء الدولة المدنية التي يتطلع إليها الليبيون، لافتًا إلى أن القيادة العامة للجيش الليبي ستكون الضامن لتنفيذ قراراتهم.