انضمام وفد المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، لبيان التضامن العالمي مع مدينة نيويورك في إطار التعاون الدولي لمكافحة جائحة كوفيد ١٩ في ظل الظروف الاستثنائية والصعبة التي تمر بها المدينة في كفاحها ضد هذه الجائحة، وفي الوقت الذي تواجه فيه مدينة نيويورك واحدة من أكبر التحديات منذ عقود، حيث تفشت فيها جائحة كوفيد ١٩ بشكل كبير للغاية مخلفة قرابة الـ ١٤٠ ألف مصاب حتى اليوم في مدينة نيويورك وحدها، في حين تخطت الإصابات في الولاية ككل حاجز الـ ٢٧٧ ألف إصابة، وحصد أرواح ما يزيد على ٢٠ ألف شخص، يصور أمامنا دلالة أخرى تعكس ذلك الاتزان والثبات في الموقف والقرار وشمولية الرؤية التي تمتاز بها سياسات المملكة عبر التاريخ منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، ففي ظل ذلك الحرص وتلك الخطة والجهود لقيادة المملكة الحكيمة في سبيل سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين وحفظ الاستقرار الداخلي من أي آثار قد تسببها جائحة كورونا المستجد تحرص المملكة على القيام بأدوارها المرتبطة بمكانتها الدولية وشراكاتها الخارجية والوقوف مع حلفائها في ضمان استقرار الأوضاع في بلادهم ومساندتهم فيما يستدعيه الموقف وما ينسجم مع تلك العلاقات والشراكات التاريخية الدولية بالتالي يجد ذلك طريقه لتحقيق استقرار عالمي لا طالما كانت المملكة صاحبة يد السلام وصوت العقل ومفاتح الخير لكل ما يجعل العالم يعيش الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي بفضل إسهامات المملكة وأدوارها ومبادراتها على مستوى العالم، فانضمام المملكة لبيان التضامن مع مدينة نيويورك لا يعكس فقط تلك الشراكة التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية التي تزيد على ثمانين عاما في مختلف مجالات التعاون الاقتصادي والصحي والأمني والتعليمي وغيرها من الشراكات، بل هي تعكس أيضا مضي المملكة في أدوارها الدولية والحرص على تقديم وتفعيل المبادرات التي تضمن مضي العالم بأسره بقدرة وثبات على مواجهة الآثار المترتبة على جائحة كورونا المستجد التي أربكت وعطلت العديد من الأنشطة الحيوية ودورة الحياة الطبيعية وذلك من منطلق مسؤولية المملكة المتجانسة مع تلك القدرة وذلك التأثير الدولي لبلاد الحرمين الذي برز في هذه الظروف الاستثنائية وشهد له التاريخ مرة أخرى.
[email protected]