كان الفنان محمد السليم قادرا على جمع زملائه فناني الرياض إما في منزله أو دار الفنون السعودية، أنشأ السليم هذه الدار كمؤسسة صغيرة تؤمن احتياجات الفنانين، لكنه سرعان ما طورها وانتقل بها إلى مبنى أوسع وأنشأ الصالة العالمية للفنون التشكيلية، كانت بدايات لقاءاتي به عندما بدأت الصالة في تنظيم المعارض الجماعية والمسابقات أول الثمانينيات ثم معرض الربيع 1983 وفيه قدم ابنته نجلاء، سعى السليم إلى إبراز فنه من خلال أكثر من مشروع بينها إنشاؤه مشغلا للمجسمات الجمالية واهتمامه بتعميمها في العاصمة والمدن الأخرى، إلا أن المشروع لم يكتب له النجاح ولم تنصب من أعماله إلا الدلال والمبخرة في دوار المطار القديم، وبعض الدلال في مدينة الدمام.
كانت الصالة العالمية بمثابة ملتقى للفنانين، كان من بين المشاركين في معارضها الأولى عدد كبير من الفنانين السعوديين وعدد من الإخوة العرب والأجانب المقيمين في المملكة، كان السليم منفتحا على الجميع وكان كريما ومحبا ومعطاءً، ازدادت وتوثقت علاقتي بالسليم وترافقنا سوية عندما بدأت انطلاقة أصدقاء الفن التشكيلي الخليجي من أبوظبي 1985 وامتدت إلى العديد من عواصم ومدن العالم، كان حريصا على التواجد والمشاركة، وعندما أقام الأصدقاء معرضهم في الرياض كانت صالته العالمية محطا لأعمالهم وبرعاية ودعم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب. كان معرضه الاستعادي عام 1989 هاما في تقديم عموم تجربته منذ 1967.
خلال الأعوام الأخيرة قل عرض أعمال السليم إلا من بعض القاعات التي تمتلك القليل منها، طاف السليم بعض مدن المملكة والعواصم الخليجية بمعرض خاص منتصف التسعينيات على أمل البيع لكن لم تكن هناك استجابة مُرْضية للفنان، مع تواضع الأسعار التي أرادها مشجعة ومن أجل نشر الفن والأعمال الفنية بين أبناء المجتمع السعودي والخليجي.
[email protected]