وبداية أصبح من المعلوم للجميع أنه وحتى تاريخ كتابة هذا المقال يوجد عدة بروتوكولات علاجية لهذا المرض وكذلك تجارب عديدة للقاحاتٍ، لكن جميعها غير مثبتة الفائدة حتى اليوم، والثابت الوحيد في كفاح ومحاربة هذا المرض هو «درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج»، والوقاية تتجلى في النظافة الشخصية، وتكرار غسل اليدين بالماء والصابون، والتباعد الاجتماعي، ثم المناعة، وهي حصن جعلها الله لنا لمقاومة الكثير من الأمراض والآفات، وهي عبارة عن جيش دفاعٍ منظمٍ يعتمد على خلايا معينة في جسم الإنسان أهمها الخلايا T .
ولتعزيز هذه المناعة وجدت دراساتٌ غربيةٌ عديدةٌ أثبتت التأثير الإيجابي للصيام عليها، ومن أهم هذه الدراسات دراسة البروفيسورة «فرونسواز دي توليدو» من «كونستانت»، وكذلك دراسة جامعة «ساوثرن كاليفورنيا» الأمريكية التي نشرت بصحيفة «ديلي ميل» البريطانية والتي أظهرت أن الصيام يساهم في تقوية المناعة، وتنشيط الخلايا الجذعية بالجسم لتكوين خلايا مناعية جديدة.
أي أن الصيام يحفز الجهاز المناعي لجسم الإنسان على استبدال الخلايا التالفة والمصابة بالشيخوخة بأخرى جديدة، لافتة إلى أن الجسم عندما يدخل في مرحلة الجوع الشديد بسبب الصيام يلجأ إلى توفير الطاقة عن طريق العديد من الوسائل، ومنها التخلص من الخلايا المناعية التي لا يحتاجها، وخاصة الخلايا التالفة والمعيبة، أي باختصار: تكمن أهمية الصيام في مساعدة الجسم على القيام بعملية الهدم للتخلص من الخلايا القديمة، كما يرسل إشارات إلى الخلايا الجذعية كي تتمايز وتتطور إلى أنواع جديدة من الخلايا المناعية، وتعيد بناء الجهاز المناعي مرة أخرى.
وسنتكلم في مقالة لاحقة -إن شاء الله- عن بعض الأمراض التي يشرع فيها الإفطار.
■ استشاري جراحة قلب وصدر وأوعية دموية وزراعة الأعضاء
بجامعة ليون بفرنسا