وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، في تغريدة على حسابها فجر أمس الجمعة: «إنَّ الحد من قدرة هذه المنظمة الإرهابية على توفير الأموال يمكن أن يقلل من سلوك إيران المزعزع للاستقرار».
وأضافت: لقد قاوم حلفاؤنا الألمان بشدة الإرهاب الدولي من خلال حظر أنشطة حزب الله اللبناني، وحدُّوا من قدرة هذه الجماعة المدعومة إيرانياً على التخطيط وتنفيذ الهجمات.
ملاذ للإرهاب
من جهته، قال سفير الولايات المتحدة في ألمانيا، ريتشارد جرينيل، إن حظر ألمانيا «حزب الله» يعكس إصرار الغرب على مواجهة التهديد العالمي الذي تشكله هذه الميليشيات، وأشار إلى أنه لا يمكن السماح لـ«حزب الله» باستخدام أوروبا كملاذ آمن لدعم الإرهاب في سوريا وعبر الشرق الأوسط، موضحا أن جهود ألمانيا لمواجهة هذا التهديد، وخاصة حظرها القانوني على أي أنشطة لهذه الميليشيات على أراضيها، هي بالضبط ما هو مطلوب في جميع أنحاء أوروبا. وتابع سفير الولايات المتحدة في ألمانيا: ندعو جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات مماثلة، ونحن مستعدون للعمل مع ألمانيا وجميع الشركاء الأوروبيين من خلال تطبيق القانون وتبادل المعلومات الاستخباراتية لحرمان «حزب الله» من أي نشاط في أوروبا.
وكانت وزارة الداخلية الألمانية أعلنت «الخميس» حظر ميليشيات «حزب الله» بشكل كامل على أراضيها وصنفتها منظمة إرهابية، ونفذت الشرطة الألمانية مداهمات لاعتقال أشخاص يشتبه بانتمائهم للميليشيات المدعومة من إيران.
الاتحاد الأوروبي
واعتبر الاتحاد الأوروبي «الخميس» أن قرار وزارة الداخلية الألمانية بشأن وضع تنظيم حزب الله اللبناني على لائحة المنظمات الإرهابية وحظر أنشطته يندرج ضمن أطر القوانين المحلية للبلاد.
وأوضح المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو أن القرار الألماني لن يغير موقف الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن.
وأشار إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد وافقت بالإجماع عام 2013 على وضع الجناح العسكري لهذا الحزب على قائمة الإرهاب، مضيفا: أكدت الدول الأعضاء أن قرارها لا يمنع استمرار الحوار مع جميع الأحزاب السياسية في لبنان ولا يؤثر على إيصال المساعدات المالية الأوروبية له.
خطوة مهمة
ويرى الباحث في العلاقات الدولية أحمد العناني أن قرار ألمانيا بتصنيف ميليشيات «حزب الله» منظمةً إرهابية، جاء متأخرا لكنه مهم جدا نظرا لثقل الدور الألماني على الصعيد الدولي والقارة الأوروبية، كما يجب أن تدفع بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بأن تحظر أنشطة «حزب الله» كاملة لأن عناصر الجناح السياسي لا تقل خطورة عن نظيرتها في الجناح العسكري، فهم جميعا في منظومة ميليشيات إيران المسلحة لزعزعة استقرار وأمن العالم عن طريق تنفيذ الهجمات الإرهابية.
ووصف الخبير في الشؤون الإيرانية هشام البقلي القرار الألماني بالضربة القوية لمصادر تمويل «حزب الله» الذي اتسعت أنشطته المحظورة خلال الفترة الماضية، والتي تتمثل في تبييض الأموال من خلال تجارة المخدرات والسلاح والاتجار في البشر بعدما تراجع التمويل الإيراني بسبب العقوبات المفروضة على نظام الملالي.
وأشار الباحث في الشؤون السياسية محمد شعت إلى أن ميليشيات «حزب الله» خسرت مقرا أساسيا في أوروبا كانت تعول عليه في تبييض الأموال وجمع التبرعات، مؤكدا أن القرار الألماني جاء بعد التأكد من بدء عناصر الحزب التابعة للنظام الإيراني في التخطيط لهجمات إرهابية في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية ما يعكس التخوف الأمني الكبير داخل ألمانيا من خطورة هذه الميليشيات، متوقعا أن تبدأ فرنسا في التفكير في اتخاذ الخطوة ذاتها بعد فك ارتباطها مع طهران المتعلقة بمصالح بشأن الملف النووي.