ويُصنع تنور الفخار التقليدي من مواد مصدرها الطبيعة بشكل كامل، وذات مواصفات خاصة أهمها الطين الذي يتميّز باحتوائه على معادن معينة تساعد على صلابة التنور بعد الصناعة، وتحمّل أقصى درجات الحرارة وسهولة استخراج الخبز بعد النضج دون التصاق بالجدار الفخاري.
وبعد خلط الطين ببعض الأعشاب تبدأ مرحلة تشكيل التنور بطريقة أسطوانية متدرجة ومتماسكة، تليها مرحلة التجفيف التي قد تستمر عدة أيام، قبل أن ينقل الهيكل الطيني للتنور إلى فرن حراري خاص بهذه الصناعة العريقة، لزيادة الصلابة ولإطالة عمر الاستخدام.
الطرق التقليدية
وبعد سيطرة التنور الحديث الذي يعمل بالغاز، تلاشت إلى حد كبير الطرق التقليدية، ولم يعُد استخدام الطين في الصناعة شائعًا، حيث يتشابه التنور الغازي مع الطيني في المظهر العام وطرق الاستخدام، لكن التنور الغازي يتكون غالبًا من صفائح الحديد الأسطوانية ذات طبقتين مرتبطتين بتمديدات للغاز.
ويتميز هذا النوع بخفة الوزن وسهولة نقله من موقع لآخر، وقصر الوقت الذي يحتاجه لبلوغ درجة الحرارة المناسبة لإنضاج الخبز أو أي مأكولات أخرى، بعكس التنور الفخاري الذي يحتاج إلى كميات معينة من الحطب، ووقت أطول ليكون جاهزًا لوضع أقراص العجين داخله بطريقة المسح على الجدار الداخلي للتنور في درجات حرارة عالية، ثم الإغلاق بغطاء خاص مع وضع قطعة قماش تمنع تسرب الحرارة، ويترك لمدة تتراوح بين 20 و30 دقيقة.
الذرة الرفيعة
وتُعد الذرة الرفيعة أشهر المحاصيل الزراعية التي يُنتج منها خبز التنور، وتوجد منها أنواع عديدة من أشهرها «الزعر» و«البيضاء» و«البجيدة»، وهي الأنواع الثلاثة التي يُصنع منها خبز «الخمير» المصنوع في التنور «الميفا»، وهو الخبز الأشهر في منطقة عسير منذ مئات السنين، ويتميّز بلونه المائل للأحمر ومذاقه اللذيذ خاصة في حال تناوله مع لحم «الحنيذ» والسمن البلدي.
حبوب الدخن
كذلك تشتهر إلى جانب الذرة المحلية حبوب «الدخن» و«البُر» التي تُعد أقراصها ذات جودة غذائية عالية.
ولا يقتصر استخدام التنور «الفخاري والغازي» على صناعة الخبز بأنواعه، بل يمكن استخدامه في إعداد بعض الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المناطق الجنوبية للمملكة.