تركز هذه الحملة ذات التأثير القوي في نمط حياتنا وسلوكنا الفردي والجمعي على التعريف بأهمية توافر أنظمة ووسائل السلامة الوقائية بمنزل كل منا مثل كاشف الدخان والطفاية متعددة الأغراض وبطانية الحريق، وهي أشياء بسيطة ولكن فارقة للغاية حين حدوث أي حريق، لا قدر الله.
مما تركز عليه الحملة أيضا إبعاد الأدوات الحادة والمنظفات والأدوية عن متناول الأطفال ومتابعتهم عند السباحة، وتدريب أفراد الأسرة على عمليات الإخلاء وقت الطوارئ، إلى جانب التنبيه على اختيار التوصيلات الكهربائية الجيدة وعدم تحميلها أكثر من طاقتها، وإقفال الغاز بعد الاستخدام مع وجود كاشف تسرب غاز.
مثل هذه الأشياء على ما تبدو بسيطة بالفعل وعلى مرأى منهم يوميا، إلا أنها لا تدخل العمق السلوكي الذي يجعلنا نمتلك سرعة الاستجابة المعرفية والاحترافية في مواجهة المهددات والمخاطر وتعزيز منظومة السلامة في كل شيء، المنزل، العمل، السوق، وحتى السيارة والأجهزة الكهربائية لديها إرشادات وأساليب عمل محددة ينبغي أن نحصل على حصيلة الضرورة المعرفية في تشغيلها بكل سلامة وأمان.
ولأن المديرية العامة للدفاع المدني معنية ربما أكثر من غيرها بالسلامة والتعامل مع الحوادث، لا سمح الله، فهي تعمل بتكامل وتنسيق عملي في أداء أدوارها، لذلك جاءت هذه الحملة في إطار دورها الوقائي الذي يحفز على تطوير الجوانب المعرفية والتثقيفية لدى الفرد والمجتمع بحيث يعمل المجتمع بأكمله كضامن للسلامة، ولا يمكن تصور أن يقوم جهاز تنفيذي أو إداري واحد بكل العمل المنوط به دون امتداد وتعاون ووعي مجتمعي.
من الأهمية بمكان أن يبادر كل منا إلى تثقيف نفسه بمطلوبات السلامة، ولنا أن نعي أن هذه القيمة تمنحنا الكثير من الأمان وتجنب المخاطر والتعامل معها بحرفية حين وقوعها، والأهم في كل ذلك أن يتقبل وعينا مبدأ التعاون التام مع الأجهزة المعنية والاستجابة لبرامجها التوعوية والإرشادية لأن ذلك يختصر نصف المسافة والطريق إلى تعزيز منظومة السلامة وحماية المجتمع من أي مخاطر محتملة.
حين ننظر ونتعرف إلى المادة التوعوية التي صممتها المديرية العامة للدفاع المدني نقف عند العديد من الرسائل التي تستحق أن نستوعبها ونوظفها في سلوكنا الحضاري، وهي من البساطة بما يمكن لأي أحد أن يفهمها ويطبقها في تعامله مع كل ما يتطلب السلامة، وقد تم تنويع إعدادها بين المطبوع المقروء بكل سلاسة، والمرئي عبر فيديوهات أنيميشن مليئة بالحيوية والحركة وسهولة العبارة ودقة الرسالة ووضوح الكلمة، وذلك جهد ينبغي أن يصل إلى غاياته المجتمعية بتعزيز السلامة كمنهج حياتنا تتوافر معه كل سبل الوقاية والأمن والأمان، لكن لا بد من التعاون واستيعاب رسائل مثل هذه الحملة فذلك يختصر الكثير من الجهد والوقت.
@sukinameshekhis