برغم ما يعانيه العالم من أزمة كورونا والتي بالتأكيد تلقي بظلالها على المشاريع الاقتصادية والتنموية في كل بقعة من بقاع الأرض، حيث شهدنا تراجعا في المجال الاقتصادي وبالأخص في بعض القطاعات مثل قطاع النقل الجوي والسياحي ومبيعات التجزئة وغيرها، وهذا التباطؤ غير المسبوق على مستوى العالم في مجال التنمية والأنشطة الاقتصادية سيتبعه تراجع على مستوى المشاريع المعلنة التي أعلن عنها سابقا أو التي يفترض أن يعلن عنها لاحقا حيث تأجلت الكثير من الأنشطة عالميا ولم يعد الحديث إلا عن هذه الجائحة الصحية التي أضرت بالاقتصاد العالمي.
لدينا أثرت كورونا بالتأكيد على بعض الأنشطة والقطاعات كغيرنا ولكن تأثير هذه الجائحة يختلف من دولة لأخرى فالبعض منها تضرر كثيرا والبعض الآخر تجاوز هذا الضرر بفضل الله ثم ما تم اتخاذه من احتياطات واحترازات، بالإضافة إلى ما يملكه من قاعدة اقتصادية قوية ولله الحمد ومنها السعودية التي استطاعت التحكم في تأثيرات هذه الجائحة للحد الأدنى من الضرر، مع المحافظة على صحة المواطن والمقيم التي توليها المملكة الأهمية الأولى، حيث اتخذت السعودية العديد من الإجراءات الاقتصادية والصحية التي تراعي أوضاع كافة المواطنين والمقيمين على أرض بلاد الحرمين.
في ظل هذا الوباء وتراجع الأنشطة التنموية على مستوى العالم يبزغ نور من هنا من المملكة العربية السعودية ليؤكد انطلاقة مشروع تشييد عدد من الأصول العائمة فوق الماء حول أربع جزر في البحر الأحمر والتي تنفذها شركة البحر الأحمر للتطوير المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، حيث يتكون المشروع من فلل عائمة فوق الماء ومطاعم وثلاثة فنادق، ومن المنتظر أن يبدأ مشروع البحر الأحمر باستقبال أول ضيوفه بحلول نهاية عام 2022 وتتضمن المرحلة الأولى منه تطوير 14 فندقا ستوفر 3000 غرفة فندقية في خمس جزر بالإضافة إلى منتجعين في المناطق الجبلية والصحراوية.
هذه المشاريع تؤكد ما تتمتع به المملكة من قوة اقتصادية وتخطيط سليم يتجاوز العقبات ويتخطى الحواجز لتصبح السعودية وجهة عالمية في مجال السياحة ونقطة انطلاق لمنطقة الشرق الأوسط لتكون أوروبا الجديدة كما ذكر سمو ولي العهد، ونحن نعلم ما يحمله الأمير محمد بن سلمان من طموح كبير يسابق الزمن لتطوير بلادنا والمنطقة بشكل عام مستبشرين خيرا بحول الله أن يزيل عنا هذا الوباء وأن يحفظنا بحفظه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
almarshad_1@