أنشأ الفنان محمد السليم دار الفنون السعودية في الرياض كإحدى المؤسسات الخاصة والرائدة في مجال الفنون للإسهام في حركة تشكيلية منطلقاتها بجهود الفنانين الفردية في منتصف الستينيات، ثم تنظيمها على نحو جماعي أوسع في منتصف السبعينيات من خلال الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون. أصبح للفن أهمية وكان الموهوبون من خريجي معهد التربية الفنية وغيرهم يبحثون عن الفرص التي تتيحها الرئاسة والجمعية لتنضاف المؤسسة وصالتها لتكملة هذا الدور الذي انفتح على الجميع، أقامت دار الفنون السعودية بصالتها العالمية أول المعارض بعد إنشائها، وفي العام 1981 أقيم المعرض الثاني ولخلق التنافس ودعم الفنانين أنشأت مسابقة مفتوحة للفنانين السعوديين والعرب والأجانب تحت مسمى مسابقة «دلة افكو»، أقيمت عام 1981 من بين المشاركين فيها ومعارض أخرى تالية أحمد الأعرج ومحمد المنيف وعبدالله الشلتي وسعد العبيد وعثمان الخزيز وناصر الموسى وتركي الدوسري وحسن طافش وعبدالحميد الدواخلي وارشد سعيد وأحمد خوجلي وعبدالرحمن السليمان وميرزا الصالح والعدد كبير، كان من أهداف الصالة خلق نوع من الاحتكاك وتبادل الخبرات بين الفنانين بمختلف أطيافهم وبلدانهم، وكانت المسابقات بمثابة المحفز والمشجع على المشاركة، أقيمت مسابقة الربيع عام 1983 وشارك فيها علي الرزيزاء وعبدالله حماس وعبدالعزيز الناجم وسليمان المقبل وناصر العقيل وسمير الدهام ومحمد الرصيص والأسماء بلغت الستة والعشرين من السعوديين والعرب والأجانب وكانت الجوائز عينية ومادية بينها سيارة وأطقم كنب وتذاكر سفر وغيرها، كانت كلمة الدار حول دعم المسابقات تأكيدا لنهج الفنان السليم في تحديد مسارها الفني الذي كما قالت يعكس ويحدد مسارها الذي سيكون فرشاة تخط لنا تراثا سعوديا بأيدي هؤلاء الفنانين، كان السليم رحمه الله يؤكد دوما على نهج وأسلوب ومسار تأصيلي في أقواله وأعماله ومشاريعه الفنية.
[email protected]