ومضى يقول «قبل 100 عام، لم تكن هناك تأشيرات وجوازات سفر للأشخاص للسفر إلى أوروبا وأمريكا ومستعمراتهما. ثم جاءت الحرب العالمية الأولى وتغيرت الأمور، حيث أصبحت الحدود الوطنية جامدة، وتبع ذلك ركود اقتصادي. وتحولت القومية إلى قومية متطرفة، مما أدى إلى حرب عالمية أخرى».
وأضاف «بعد الحرب العالمية الثانية، نشأ نظام عالمي مترابط ومؤسسي. على مدى الـ 65 سنة الماضية، ظل النظام العالمي على حاله إلى حد كبير».
وتابع يقول «لكن الوباء يهدد بتقويض هذا النظام العالمي. كما كان الأمر من قبل، تتجه البلدان نحو الانكفاء على نفسها، وتصبح سلطوية. يتنبأ بعض علماء السياسة بصعود عالم أكثر انغلاقًا وضيقًا يسيطر عليه القوميون. يشطب الاقتصاديون على العولمة والتجارة الحرة».
وأشار إلى أن السبب في ذلك التشاؤم لا ينبع من الوباء بقدر ما ينبع من أن أكبر بلدين في العالم، وهما الولايات المتحدة والصين، قد هزتا ثقة العالم بأسره.
ونوه بأن هذين البلدين، اللذين أطلق عليهما المؤرخ نيل فيرغسون اسم «تشايمريكا»، أسسا خلال العقد الماضي نموذجا للعلاقة الاقتصادية قارنه بالترابط الاقتصادي بين الولايات المتحدة واليابان، والذي استمر حتى نهاية القرن الماضي.
وتابع: لكن فيروس كورونا أظهر أن «تشايمريكا» ليست سوى وهم، حيث تواجه القيادة الصينية اتهامات بإخفاء حقائق عن العالم، مما سمح للفيروس بعبور الحدود ليتحول إلى جائحة.
ومضى الكاتب يقول «أما أمريكا فتقف اليوم في نفس الموقف الذي كانت فيه بريطانيا في عامي 1939 و1940»، مضيفا «لقد سمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفيروس بتدمير بلاده قبل التنبه مؤخرا. في أواخر 28 فبراير، كان ترامب يطلب من مؤيديه في ولاية كارولينا الجنوبية ألا يستجيبوا للتحذيرات بشأن تفشي الفيروس في أمريكا. كان يلوم وسائل الإعلام على الهستيريا واصفا التهديد بخدعة جديدة. الآن، الدول الأوروبية، التي احتضنت الصين للحصول على مزايا الحزام والطريق، تكافح من أجل احتواء تداعيات الوباء».
وأشار إلى أن المثير للاهتمام أن الدول التي تصدت لعدوى الفيروس هي في الغالب الديمقراطيات الآسيوية، مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وهونغ كونغ وتايوان.
وأردف الكاتب «في النظام العالمي الجديد الذي يتكشف، يمكن للهند، إلى جانب دول مثل أمريكا وألمانيا، أن تلعب دورا محوريا في بناء عالم قائم على التعاون الإنمائي المتمركز حول الإنسان. لقد حان الوقت لميثاق أطلنطي جديد».