ونقلت المجلة عن «ماك كورماك»، قولها «عندما نتحدث عن التهريب في أوقات الأزمات، نفكر عادة بما يجري في حالات الحروب أو الكوارث الطبيعية. ولكن وباء كورونا أمر جديد تماماً».
مكافحة الاتجار
ومضت الكاتبة تقول: «بدأ هذا العام، بالنسبة لفريق عمل مكافحة الاتجار، بشعور من الزخم والطاقة. وبدأ الفريق في وضع توجيه رسمي حول كيفية دمج عملية الاتجار بالبشر ضمن استجاباتهم على أرض الواقع لحالات طارئة كالزلازل والأعاصير».
وأردفت تقول «توقع ويليام شمالي، المنسق الجديد لدى المنظمة الانشغال بأوضاع الاتجار بالبشر في 32 بلداً تقيم فيها أعداد كبيرة من النازحين داخلياً، والمعرضين بشكل خاص للاستغلال».
وأضافت الكاتبة «المطلعون على الآليات والأساليب التي تدفع إلى الاتجار بالبشر يستطيعون تفهم أسباب ارتفاع معدلات الاستغلال خلال الأزمات الدولية. وسواء اتخذ الاتجار شكل تجنيد أو نقل أو إخفاء أفراد بواسطة استخدام القوة أو الإكراه أو الابتزاز، فهو يعتبر سلوكاً ضاراً، وغالباً ما يكون بحق ضعفاء كالفتيات الصغيرات أو اللاجئين، الأكثر تعرضاً لهذا الخطر».
وتابعت «لكن في حالات الطوارئ، سواء أكانت فيضانات أو مجاعات أو قحطا، أو حروبا أو ركودا، تضعف في العادة آليات الدعم وتنهار. وتضعف فجأة مجتمعات كانت قوية، مع سعي الناس للتعامل مع فقدان أسرهم وبيوتهم ووظائفهم. أما بالنسبة للمهربين حول العالم، تمثل كل كارثة فرصة لإيجاد فرائس جديدة».
ومضت تقول «حتى بالنسبة لمنظمات تركز في عملها على منع تهريب البشر في أوقات الأزمات، يبدو أن قلة من العاملين في الحقل الإنساني كانوا يتوقعون تأثير الدومينو للاستغلال الذي سببه فيروس كورونا بالفعل، والذي يسعى المتخصصون اليوم لمنعه في جميع أنحاء العالم».
محاربة التهريب
وأردفت تقول «من خلال لقاءات مع عشرات العاملين في حقل مكافحة الاتجار بالبشر، اتضح أنهم جميعاً تساءلوا عما إذا كانت المنظمات غير الحكومية العاملة على الخطوط الأمامية للوباء عاجزة عن التصدي لزيادة عمليات تهريب البشر».
ونقلت عن تاتيانا كوتليارينكو، مستشارة في قضايا محاربة التهريب في مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قولها «سمعت بالفعل عن ضحايا يجبرون على المشاركة في أنشطة أكثر خطورة لكسب الأموال لصالح المهربين، وهم يواجهون مستويات أعلى من العنف يومياً. نحن بحاجة للكشف عمن لا يزالون يعانون من وطأة الاتجار، مع ضمان تأمين الغذاء والمأوى والرعاية الطبية للناجين منهم، مع العمل على تحقيق العدالة لهم وتزويدهم بالمعلومات».
وأكدت الكاتبة أن القيود المفروضة على الحركة أثناء تفشي الفيروس لن توقف الاتجار بالبشر، مضيفة «ما زال ملايين الأشخاص في الأسر، ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة أن الاتجار يجب أن يكون عبر الحدود الدولية».
واشارت إلى أنه برغم نشر تقارير حول الاتجار بالبشر خلال الوباء، إلا أن الحكومات تعيد توجيه مواردها بعيداً عن أنشطة مكافحة الاتجار، ما يفرض ضغطاً إضافياً على القطاع الإنساني الذي يتعين عليه التحرك لمنعه.
وأضافت «لذلك، تواصلت الشرطة الأردنية لمكافحة الاتجار بالبشر مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لطلب توريد معدات الحماية الشخصية الأساسية».
ونقلت إلياس شاتزيس، مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار وتهريب المهاجرين، قوله «ليس هذا ما نقوم به عادة، ولكننا نعمل على التكيف في أوقات الأزمات. لذلك حاولنا تأمين الأموال اللازمة لدعمهم بالقفازات والكمامات كي يتمكنوا من مواصلة عملهم».
ومضت الكاتبة تقول «في 31 مارس، نشر التحالف العالمي ضد الاتجار بالنساء، بيانا على مدونة له يقر فيه بأنه على الرغم من أن وباء كورونا سيؤدي بالتأكيد إلى زيادة الاستغلال، إلا أن هناك قضايا اجتماعية واقتصادية أوسع يحتاج المجتمع الإنساني إلى معالجتها بشكل أكثر إلحاحا، مثل البطالة والجوع».
ونقلت عن بوريسلاف جراسيموف، منسق الاتصالات والدعوة للتحالف وكاتب البيان، قوله: «ترى منظمتنا الاتجار بالبشر كعرض وليس كمرض في حد ذاته. هذا ما يحدث عندما لا يحصل الناس على سبل العيش، ولا يحصلون على دعم اجتماعي، ولا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الصحية، ولا يستطيعون رعاية الأطفال. حتى في الظروف العادية، يمكننا القول إننا بحاجة إلى معالجة العوامل التي تجعل الناس عرضة للاتجار. لقد جعل هذا الوباء هذه الأشياء واضحة للغاية».
استغلال الأطفال
ونقلت الكاتبة عن إيفلين هولسكين، إحدى مؤسسي منظمة Free a Girl، وهي منظمة هولندية غير ربحية ملتزمة بالعمل على القضاء على الاستغلال التجاري للأطفال في جنوب آسيا، قولها «منذ أن أعلنت الحكومة الهندية عن إغلاق على مستوى البلاد في 24 مارس، وأنا أسمع تقارير عن الاتجار للأطفال والإساءة لهم كل يوم. يتم استغلال الأطفال بشكل يومي، والمرافق والدعم المتاح لهم محدود كما أن أولئك الموجودين على الخطوط الأمامية لتفشي المرض عليهم واجب إيجاد طرق للاستجابة لكل من الجوع والاتجار، حتى عندما يكون الوصول محدودا والتمويل ضيقا».
ونقلت عن ماك كورماك، قولها «في الظروف المحمومة حيث يكافح الناس للحصول على الغذاء والماء، من الصعب إقناع المنظمات غير الحكومية بإفساح المجال لمكافحة الاتجار أيضًا. من الواضح أن الفيروس يمثل تحديا هائلا للمجتمع العالمي بأسره، ولكن الاتجار هو مشكلة كبيرة. ونحن بحاجة إلى القيام بالمزيد».