مثال على ذلك مبادرة «إفطار رمضان»، ضمن مبادرة «غذاؤنا واحد» التي أطلقها «الصندوق المجتمعي» بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والتي عملت على توحيد الجهود في فريق واحد تنظمه الوزارة وتنفذه الجمعيات الخيرية المشاركة في الصندوق، من أجل إيصال إفطار رمضان إلى مستحقيه من مواطنين ومقيمين، وخاصة المتضررين من جائحة كورونا في كافة أنحاء المملكة طوال الشهر الفضيل.
فدخول وزارة الموارد البشرية في هذا العمل الإنساني جعل منه عملا مؤسسيا لتوحيد الجهود لإفطار الصائمين التي لم تكن بهذه الصورة في السنوات الماضية، حيث خصص الصندوق 250 مليون ريال للمرحلة الأولى كما تم توزيع أكثر من 142 ألف سلة غذائية على الأسر المحتاجة من المواطنين والمقيمين على حد سواء، وهذا النشاط الخيري في ظل الأزمة لن يحرم المجتمع من تكافله وتراحمه في مثل هذه الظروف التي تتطلب أن يصبح العمل الخيري والتكافل والتراحم فيها فرض عين على الجميع.
وبناء على هذه المعطيات، هل نشاهد تفاعل فئات المجتمع، من أهل الخير ورجال وسيدات الأعمال والقطاع الخاص والتجار والمواطنين للمساهمة في هذا العمل الخيري الجماعي الكبير، الذي يطلقه الصندوق المجتمعي، تحت إشراف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ليكون حملة كبرى لإفطار الصائمين ودعم الأسر المحتاجة من متضرري كورونا في كافة أرجاء المملكة، ولتقدم من خلاله الوجبات والسلال الغذائية لكل محتاج، سواء كان مواطنا أو مقيما.
ولعل ما يجب الإشارة إليه أيضا في هذا الصدد، أن تلك المبادرة الطيبة، لن تنتهي بانتهاء الشهر الفضيل بل ستكون رافدا من روافد مبادرة أشمل بإذن الله، مبادرة «غذاؤنا واحد» التي يقدمها «الصندوق المجتمعي»، وتهدف إلى التخفيف من آثار وباء كورونا على المواطنين وغيرهم، وهذه المبادرة تستحق التكاتف من محبي الخير لاستمرارها، فكم من أسر محتاجة لكنها متعففة وكما يقال «كم خلف الأسوار من أسرار»، ومهمة «الصندوق المجتمعي» من خلال مبادراته الإنسانية تكمن في سر إسعاد تلك الأسر خلف أسوارها!
Saleh_hunaitem@