# والمتأمل حقيقة للأوضاع الحالية في العالم أجمع يردد ولا شك هذا البيت الشهير «ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال» فمن يا ترى كان يتخيل أن يقبل علينا شهر رمضان دون أن يكون لدينا القدرة على أداء الصلوات الخمس والتراويح والقيام بالمساجد؟.
ومن كان يتوقع أن الاجتماعات الأسرية والدعوات العائلية على مائدة الإفطار أو السحور أو الغبقات المشهورة، وتحديدا في المنطقة الشرقية أو البوفيهات الرمضانية التي تتسابق لتقديمها الفنادق لن تكون موجودة؟.
ومن كان يتخيل أن التجول خلال فترة العصر وشراء ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات، والوقوف في طوابير الفول والتميس الممتدة لمسافات طويلة وخاصة في المنطقة الغربية لن تكون مشاهدة؟.
ومن كان يتخيل أن تمضية أوقات العصر بلعب الكرة الطائرة، وهي التي تبرز أكثر خلال شهر رمضان أو بممارسة المشي والرياضة لن تتيسر؟.
ومن كان يفكر أن الديوانيات الشرقاوية الشهيرة والمجالس العامرة المعروفة المشرعة الأبواب دوما وخاصة في رمضان سوف تكون موصدة الأبواب؟.
ومن كان يصدق أن حضور بعض الدورات الرمضانية التي تنشط كثيرا في رمضان ولو أخذنا على سبيل المثال الدورتين الشهيرتين بالمنطقة الشرقية دورة الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله- عصرا في حي القادسية بالدمام، ودورة الفقيد عبدالله الدبل -رحمه الله- مساء بنادي الاتفاق، وغيرها من الدورات لن تقام؟.
والكثير الكثير من الأمور التي اختفت تماما خلال رمضان الحالي، وكل هذا لم يكن أحد ليتوقعه أو يتصوره ولكن قدرة الله سبحانه أرادت ذلك، فنحمد الله ونشكره على كل حال.
# ومع كل ما ذكر وغيره مما لم يذكر فينبغي ألا يدخل اليأس والتشاؤم للنفوس، بل إنه يوجب الحمد والشكر والتفاؤل والثقة بالله، فكل ذلك بالطبع جاء وكما هو معروف من أجل سلامة المواطن والمقيم، بل وحتى المخالف على أرض هذه البلاد الطاهرة من خلال جملة الإجراءات الاحترازية الاستباقية التي فرضتها وطبقتها حكومتنا الرشيدة، ونحن نثق ولا شك في كل التدابير المتخذة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وهي التي سبقت وتفوقت في تنفيذها على دول كبرى حتى أصبحت وبفضل الله من تستحق أن يطلق عليها «السعودية العظمى».
[email protected]