[email protected]
صحيح أن أصحاب مواجهة فيروس كورونا المستجد وهم الأطباء والطبيبات والممرضون والممرضات وكافة العاملين في المستشفيات والمصحات الحكومية والأهلية أكثر عُرضة للإصابة بالفيروس من غيرهم نظير ممارسة مهنتهم الإنسانية لإنقاذ المرضى أو المشتبه في إصابتهم بالفيروس القاتل، وقد تأكد من الأخبار المؤكدة التي تتناقلها وكالات الأنباء وسائر الأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة إصابة هذه الشريحة بالفيروس، إلا أن الصحيح في الوقت ذاته أن رجالات الصحافة أيضًا معرّضون للإصابة نظير تغطياتهم الصحفية في البؤر الموبوءة بالفيروس لكل الحالات المصابة أو المشتبه في إصابتها، فهؤلاء سواء كانوا من المراسلين لقنوات التلفاز أو محطات الإذاعة أو الصحف يتعرضون بالفعل لاحتمال إصابتهم بالفيروس، وقد تكررت عدة حالات لهؤلاء وهم يؤدون أعمالهم في مختلف البلدان التي وصلها الفيروس.
وإزاء ذلك تظهر بجلاء صورة جديدة من صور المتاعب المرافقة عادة لمهنة الصحافة، فهذه صورة خطيرة من صور البحث عن المتاعب ولعلها تكون أصعبها على الإطلاق، وتتناقل الأخبار مصورة أو غير مصورة عدة حالات لإصابة المراسلين الصحفيين بهذا الفيروس جراء تغطياتهم للأحداث على الأرض لمصابين بهذا الوباء العضال أينما تواجدوا، ورغم أهمية تلك التغطيات فإن من الصعوبة بمكان تخلي أولئك عن تأدية أعمالهم الصحفية وملاحقة الأحداث ذات العلاقة بانتشار الفيروس لنقلها للمشاهدين والمستمعين والقراء ساعة حدوثها وهم يعرضون حياتهم للخطر، غير أنهم جبلوا على مواجهة الأخطار بكل صورها كنقل أحداث الحروب على سبيل المثال لا الحصر، والمواجهة الحالية للفيروس هي أشبه ما تكون بحرب حقيقية تشنها دول العالم دون استثناء ضد هذا الوباء الشرس.