ومضى يقول: «تلعب الصين لعبة عالية المخاطر على نطاق واسع، وتتخذ قرارات إستراتيجية تدريجية إلى جانب روسيا لجعل الخصم عاجزًا، على الرغم من عدم إدراكه حتى أنه تعرّض للهجوم».
وتابع يقول: «هذا التحول في الأمور يُلهم عدة أسئلة مهمة: هل سيكون حظها أفضل من الأمريكيين؟ هل ستترك واشنطن الهيمنة طواعية؟ والأهم من ذلك، هل الصين مستعدة وراغبة في القيادة؟».
وأشار الكاتب إلى أن الولايات كانت قد واجهت منذ نصف قرن انخفاضًا نسبيًا في قوتها، وزيادة في انعزاليتها، وخسارتها للحرب في فيتنام، وعانت من وجود رئيس تحاصره الفضيحة.
وتابع يقول: «مع ذلك، بعد بضع سنوات فقط من الإستراتيجية والدبلوماسية الإبداعية، أخرجت البلاد نفسها من فيتنام، وأعادت تشكيل ميزان القوى العالمي، وأعادت تأسيس موقعها في آسيا، وأصبحت القوة المهيمنة في الشرق الأوسط».
وأضاف: «على الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي استغرق بعض الوقت، إلا أنه في نهاية المطاف صعد إلى مستوى التحدي الذي تفرضه المنافسة الدولية المتزايدة وخرج أكثر قوة. هل يمكن تكرار مثل هذه المعجزات أم حان الوقت لأمريكا كي تنكفئ على ذاتها».
وتابع يقول: «ربما نشهد بداية فصل جديد في العلاقات بين الصين والشرق الأوسط»، مضيفًا: مع ذلك، يبدو أن الصين لن يكون لها حظ أفضل من الأمريكيين.
وأردف بقوله: لطالما حث العرب الصين على تغيير سياستها في المنطقة، لكن مرة تلو الأخرى، خلقت الصين (مثل أمريكا) المزيد من المشاكل لنفسها. قد يكون تحملها لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية أكبر دعوة للشباب المتطرف ضدها، وهو الأمر الذي تخشاه بكين أكثر من غيره.
وأردف يقول: الحرب في سوريا ستغيّر الشرق الأوسط وعلاقات الصين معها. ليس هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن الصين ستكون مختلفة؟.
ومضى يقول: في نهاية المطاف، أعتقد أنه سيتعيّن على الرئيس الصيني شي جين بينغ القيام ببعض من التفكير الجريء. نحن ندخل حقبة جديدة تتطلب نوعًا جديدًا من السياسة وخيالًا كبيرًا. ولكن هل الصين مستعدة؟.
وتابع: دبلوماسيًا، تتجاوز الصين وزنها. ومع تنامي المخاطر في الساحة الدولية، فقد يثبت أنها تتبع إستراتيجية أقل من مثالية. ومع ذلك، لا تزال قصة الصين الحقيقية قيد الكتابة، ولا يزال يتعيّن اختبار القوة الحقيقية لها.
واستعان الكاتب بكتابَين لديهما وجهتا نظر مختلفتان حيال صعود الصين. وقال: في كتابهما جيش الصين الصامت، يدعي الصحفيان الإسبانيان خوان بابلو كاردينال وهيريبرتو أرايجو أن الصين في ذروة توسعها في جميع أنحاء العالم. ويزعمان أن العالم يواجه غزوًا بطيئًا، ولكنه ثابت يضع بالفعل أسس النظام العالمي الجديد للقرن الحادي والعشرين بقيادة الصين.
وأوضح أن الكتاب يركّز على عناصر الشكوى من التوسع الصيني مثل الشكوى من المعاملة السيئة للعمال المحليين من جانب شركاتها أو الضرر البيئي المنتشر أو الإفلات من المساءلة بالتعاون مع النخب المحلية الجشعة، أو حتى استخدام الحكومة الصينية دبلوماسيية فخ الديون التي تورط العديد من البلدان النامية والفقيرة في قروض ضخمة، ثم إجبار البلدان المثقلة بالديون على تسليم بعض بنيتها التحتية الرئيسية.
لكن الكاتب رد على وجهة النظر تلك بقوله: يتجاهل الكاتبان حقيقة أن الاستثمار الصيني يجلب تغيّرًا إيجابيًا أيضًا، إضافة إلى المشاكل.
أما وجهة النظر الثانية التي قدّمها كاتب المقال فكانت تلك التي طرحها كتاب «الصين تتجه نحو العالمية».
ولفت إلى أن مؤلف الكتاب ديفيد شامبو، المتخصص في الشأن الصيني في جامعة جورج واشنطن، يرى أنه من الخطأ حتى الإيحاء بأن العالم سيكون تحت قيادة الصين، مجادلًا بأن الدولة ليست قوية كما يعتقد الناس.
وتابع يقول: يرى شامبو أن الصين بصماتها عريضة، لكنها ليست عميقة. كما يرى أن القول إن الصين ستحكم العالم مبالغ فيه وغير صحيح، وأن الأمة أمامها طريق طويل جدًا قبل أن تصبح قوة عالمية حقيقية.
وأردف يقول: يحقق شامبو في التوسع الاقتصادي العالمي للصين. ويقول إن الصادرات لا تزال تهيمن عليها المنتجات الاستهلاكية المنخفضة، ولا يوجد اعتراف بالعلامة التجارية الصينية تقريبًا. كما أن الصين لا تؤثر على الشؤون العالمية خارج نطاق التجارة وأسواق الطاقة. إنها ليست مؤثرة في معالجة وحل المشاكل العالمية؛ لأن قادتها مشغولون للغاية في محاولة معالجة المشاكل المحلية.
وأردف يقول: حقيقة أن الصين ليس لديها بالفعل مجتمع مدني يعني أنه من غير المحتمل أن تشارك في المجتمع المدني في الخارج. وهو يعتقد أن الصين قوة ذات مصلحة ذاتية ضيقة ومغامرة في الخارج لدعم نموها الاقتصادي.
واضاف: الصين بعيدة كل البعد عن تقديم بديل حقيقي عن الولايات المتحدة. ومن الواضح جدًا أن الصين ليست في عجلة من أمرها للقيادة، كما أنها ليست مستعدة لتجاوز التصريحات الغامضة حول أهمية التعاون في الشرق الأوسط.