سيكون من المؤسف أن تعود للحياة وكأن شيئًا لم يكن.!
تذكر كيف تكيفت مع الظروف وتنازلت عن كثير من الكماليات التي كنت تعتقد بأنها من أساسيات الحياة.
تذكر كيف تورطت بمنزلك، الذي اكتشفت للمرة الأولى أنك بالغت بمساحات الغرف على حساب المساحات الفارغة والحدائق المبهجة.. هذا إذا كنت فعلاً استطعت امتلاك منزل.!
تذكر كيف تعرفت على أسرتك، وكم كنت تضيع من الوقت بعيداً عنهم لأسباب ليست ضرورية مطلقا.
قبل كورونا لم تكن تحسن التعامل مع دخلك، وكنت تعمل من مبدأ «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» ونسيت المثل الأهم «خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود».
وبعد انهيار الاقتصاد بسبب كورونا، اكتشفت أنك تعمل بلا خطة مالية، ولا خطة للحياة بشكل آمن.
داهمك الوباء وأنت لا تمارس الرياضة وأدركت متأخراً أن الرياضة مصدر للسعادة وقتل للتوتر ودعم للصحة والرشاقة.. فهل انتبهت الآن.؟!
ثم وقبل كل ذلك، كيف كانت علاقتك بربك قبل كورونا، ماذا قدمت لنفسك وكيف تذكرت تقصيرك، وماذا قدمت من صدقات، من تطوع، ومن حُسن الخُلق في حياتك قبل مأزق الوباء؟!
بالتأكيد أنت بعد الوباء ستكون إنسانا آخر، ستمتلك رؤية جديدة لحياتك، ستُعيد حساباتك كثيراً، لأن الدروس القاسية تصنع الإنسان وتجعله أكثر عقلانية وإدراكا في كل مجالات حياته ليعيش دائماً في المنطقة الآمنة طوال حياته.
لن أتحدث عن مستوى التغيير وحجم التأثير على الوطن وقدرة رجالاته في حفظ الأمان الصحي والاقتصادي، فهذا يحتاج لمجلدات ولكني اخترت الحديث عن الفرد ليراجع نفسه ويستعد لحياة مختلفة لا تشبه الماضي.
وأخيراً تذكر أن الحياة بقسوتها جميلة والشمس تشرق كل يوم بعد الظلام، وكثير مما فات من الممكن إدراكه، فقط إذا أحسنا التعامل وتعلمنا من الدروس.
DrAL_Dossary18 @