وقد تكون هذه العلاقة قد ازدادت أهمية في الأشهر القليلة الماضية، خاصة بعد التحولات الاقتصادية والسياسية التي أحدثتها جائحة كورونا؛ لما أحدثت بعض المماحكات بشأن تفاصيل أسبابها، وآثارها الجذرية العميقة في بلدان الإنتاج الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وأغلب الدول الصناعية السبع (الأكثر أهمية على مستوى الاقتصاد العالمي)، من وقود إضافي لذلك الصراع المستعر بين القطبين الاقتصاديين في العالم. وذلك ما دعاني إلى استعارة وصف الصراع بالمستجد، على غرار فيروس كورونا المستجد (النسخة الأخيرة منه التي سببت الجائحة كوفيد-19). فالعالم كان قد تنفس الصعداء بعد الاتفاق الاقتصادي المرحلي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في يناير الماضي، قبل أن تدمر حدة الغضب الأمريكي من انتشار الجائحة الواسع في البلاد، وإيقافها الاقتصاد، وتهديدها بخسارة الرئيس الأمريكي للانتخابات الأمريكية بعد عدة أشهر؛ مما جعل الرئيس وأغلب أركان الإدارة الأمريكية يلقون باللائمة على الصين في نشر الفيروس، بسبب تكتمها على بداية انتشاره، وسماحها لبعض الصينيين بالخروج من البلاد، وعدم الشفافية مع منظمة الصحة العالمية، ومع بقية بلدان العالم.
وأمام كل تلك الاتهامات كانت الصين تنفي أن تكون تكتمت على شيء، أو أخفت أي معلومات عن منظمة الصحة العالمية، أو تسببت في نشر الفيروس عمدا أو حتى بالخطأ. لكنها بعد كيل الاتهامات العلنية اليومية من الساسة الأمريكيين، وبتناغم من بعض القادة الأوروبيين؛ بدأت الصين ترد على تلك الاتهامات، وتصف الرئيس الأمريكي بالكذب. والصينيون يعلمون أن استخدام مثل تلك المفردة قد يدمر فرص الرئيس للترشح إلى ولاية ثانية؛ فالناخب الأمريكي يقبل كثيراً من الخطايا من رئيسه القابع في البيت الأبيض، أو المترشح للرئاسة، لكن ليس من بينها تعمد الكذب. فيبدو أن الصينيين قد حزموا أمرهم بدعم انتقال السلطة إلى الديمقراطيين!
falehajmi@