إنه الوطن الغالي الذي يعيش فينا ونعيش فيه.. وسأعود إليه مهما أبحرتُ وابتعدتُ؛ لأرتاح على ثراه الطاهر في أمانٍ وطمأنينةٍ عندما أرسو على ساحل مينائه.
أشعر بذاتي، وأنا أستنشق هواءه النقي، وأراقب حركة وتموّجات الحياة اليومية على أرضه، وفي عنان سمائه، وأعماق مياهه، وطن خُلِقَ ليبقى أبيًّا، قويًا، عزيزًا، يُشار إليه بالبنان بين الأمم.
عندما تشاهد المنطقة حولك، ستكتشف بوضوح، ومنذ الوهلة الأولى، أن المملكة ـ رغم كونها ليست أكثر بلاد العالم نصيبًا من خيرات الأرض ـ إلا أن الله حباها بقيادةٍ تعلم جيدًا كيف تُدار الدول، وأين تضع مصالح شعبها، ومتى تتخذ قراراتها المناسبة في أصعب الظروف وأكثر الأوقات حرجًا. وهو ما برهنت عليه الأحداث والأيام لكل ذي عقلٍ وبصيرة.
السعوديون في كل مرةٍ يواجهون خلالها أزمات أو محاولات خفافيش الظلام وجرذان الثغور؛ للتشكيك بهم وفيهم، تجدهم يضربون أروع الأمثلة في الارتقاء بالوطن عاليًا، بأفعالهم قبل أقوالهم، ويَسمُون به فوق كل متطاول، ويذودون عنه بكل غالٍ وثمين؛ حُبًّا فيه وإيمانًا منهم بأنه حصن أبنائهم مستقبلًا، وخيمتهم التي يحتمون بها حاضرًا، وإرث أجدادهم الغالي ماضيًا، فمَن لم يكن كذلك فليبحث له عن وطن.
خبير اقتصادي يقول إن الدَّين العام نسبة للناتج المحلي «قبل جائحة كورونا المستجد» في أمريكا، وصل لأكثر من 100 %، واليابان ٢٢٠ %، وفي دول اتحاد أوروبا 86 %، وهنا لم تتعدَ 40 % مع كل اقتراضات هذا العام.
ومع تفاؤل كثير من الاقتصاديين، إلا أن ارتباطنا بالأرض لا يؤثر فيه وضعٌ اقتصاديٌّ أو تشويشٌ سياسيّ، وإنما سنظل هنا على أرضنا ثابتين، متوكّلين على الله، واثقين وملتفّين حول قيادتنا، متمسّكين ببعضنا البعض، وسنتصدى بكل ما أوتينا من عزمٍ وقوةٍ لأي محاولةٍ يائسةٍ.. وراءها، كائنًا مَن كان لشق الصف المتين.
رسالة لوطني من أبياتٍ نظمها الشاعر عبدالكريم بن محمد آل حمود، من أهالي سيهات بالقطيف، وكان الملك فهد بن عبدالعزيز «يرحمه الله» يُلقبّه بشاعر الخليج:
وطني ليس حِفنةً من ترابِ
إنما كان جذوة من شِهابِ
يتحدّى الظلامَ هديًا ورشدًا
سالكًا بالورى طريقَ الصواب
نموذج للسلام والأمن والرخاء