تكرار الحوثيين لخرق الهدنة التي سبق أن أعلن عنها المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، شاملة وقفا لإطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين لمواجهة تبعات تفشي فيروس كورونا المستجد، والتي تم رصدها بالآلاف إجمالات والعشرات في أقل من ٢٤ ساعة تفصيلا، ليست إلا نتيجة طبيعية لاستمرار دعمه من قبل النظام الإيراني، الذي لا يأبه بأي معاهدات أو قرارات أو التزامات، بل يمضي في تمويل أذرعه في المنطقة؛ لكي تمضي قدما في تنفيذ أجندته الخبيثة بالمنطقة، والتي تدعم كل ما من شأنه نشر الخراب والدمار وارتكاب الجرائم الإنسانية التي تتنافى مع أبسط الأسس الأخلاقية من القتل والسلب والاعتداء على الأبرياء غير مبالين إن كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا، وهذا السيناريو المؤلم والخبيث لم يتوقف ولو لفترة وجيزة قد يمكن تفسيرها بأنها تحمل في جوانبها تقديرا لاعتبارات قدسية الوقت الذي استقبل في اليمن والعالم شهر رمضان بظروف استثنائية قاسية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد١٩)، كون النظام الإيراني الإرهابي الداعم للحوثيين ولبقية الميليشيات الإرهابية المؤتمرة من قبل الحرس الثوري في المنطقة لا
يمكن أن تجد أدنى درجات الأهلية طريقا لتصرفاتها وسلوكها التخريبي والإجرامي الذي يهدد أمن المنطقة والعالم.
ويأتي بيان البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة بأن طهران ما زالت تمد وكلاءها في اليمن وسوريا ولبنان والعراق بالسلاح. وأن الحوثيين استخدموا قبل أسابيع تكنولوجيا إيرانية في هجماتهم، وتشديدهم على أن الحرس الثوري منظمة إرهابية مسؤولة عن موت الآلاف في المنطقة متزامنا ومنسجما وكذلك يرسم دلالات جديدة في هذا المشهد الذي يؤكد أن العالم بدأ يضيق ذرعا بسلوك إيران اللا مسوؤل، والذي بانت أبشع جوانبه وتكشفت أفظع صوره في هذه الأزمة العالمية التي تسببت بها جائحة كورونا المستجد، والتي طالت آثارها الجوانب الاقتصادية والإنسانية دول الغرب والشرق على حد سواء، الأمر الذي لم يجد طريقه لإصرار إيران على المضي قدما في مخططاتها ودعمها لميليشياتها وأذرعها الإرهابية في المنطقة، غير آبهة بما يدور من معاناة في العالم واليمن على وجه الخصوص من آثار هذه الجائحة، كيف لا والنظام الايراني لم يلتفت بالأساس لمعاناة شعبه من تلك الآثار الجسيمة التي يذهب ضحيتها بسبب فيروس كورونا المستجد على علم وتجاهل متعمد من نظام حان الوقت أن يعيد العالم أجمع مواقفه تجاهه، وأن تكون الخطوات الهادفة لتغيير سلوكة وردع مخططاته وتجفيف منابع إرهابه أكثر جدية من أي وقت مضى.
[email protected]