ولماذا لا قيمة لهذه التسريبات؟، لأن كل ما يتعلق بهجمات 11 سبتمير الإرهابية، ليس جديداً، وليس مجهولاً لا عن الكونغرس الأمريكي ولا عن صناعة القرار في أمريكا ولا عن الاستخبارات الأمريكية، ولا عن أي استخبارات في العالم، لكن الأذرع الإعلامية تقدم كل تسريب، مقصوداً أو غير مقصود، على أنه «سر» قد جرى كشفه، وتصوره معلومة جديدة، لدغدغة لواعج القطيع.
بعد هجمات 11 سبتمبر، شكل الكونغرس الأمريكي لجنة موسعة، وظفت مئات الباحثين، وزودتها الاستخبارات الأمريكية والمباحث الفيدرالية بكل معلومة. وبحثت اللجنة على مدى ثلاث سنوات، تفاصيل الهجمات ومنفذيها والقوى التي جندتهم، والدول التي قدمت لهم أي نوع من المساعدات. ودرست اللجنة كل الاتهامات بكل تفاصليها، ومصدر كل دولار تلقاه الإرهابيون. ولأن 15 من المتورطين سعوديون، ركزت اللجنة، بعناية، على كل ما هو سعودي، ولم تجد أية معلومة تشير لأي مشاركة حكومية سعودية. وليس فقط اللجنة بل كثير من الباحثين المعادين للمملكة درسوا كل التفاصيل يحاولون ربط أية إشارة بالمملكة، إلى درجة أنهم بحثوا في مساعدة مالية، قيل إنها لإحدى الشخصيات السعودية، قدمتها للمساعدة في علاج زوجة واحد من «معارف» أحد المنفذين، وأثاروا حولها ضجة مصطنعة.
وبدأ، منذ عشرين عاماً، «سيول» مما زعم أنها «تسريبات» حول هجمات 11 سبتمبر، ثم يثبت زيفها، وأنها مختلقة، للإثارة الإعلامية، ومجرد العروض أو تشويه السمعة ولا قيمة معلوماتية لها.
وما بثته الجزيرة قبل يومين وقالت إنه «مسرب» لا يعدو عن كونه جزءا من السلسلة ذاتها.
والأذرع الإعلامية المعادية للمملكة المستهلكة والمروجة لـ«التسريبات» نوعان:
نوع يرتبط بمجمعات استخبارية، ويعلم أنه أن لا قيمة للتسريبات، لكنه يثير ضجة، للاستهلاك الإعلامي، ولـ«الترويح» عن النفوس ويستعين بمحللين صخابين جاهزين حسب الطلب.
وأذرع أخرى تتمتع بغباء وجهل مطبق، تتوهم أنها فعلاً تسريبات جديدة، فتحدث ضجة، ولا تظن إلا أنها اكتشاف عظيم وخطير وستحدث انقلاباً في العلاقات السعودية الأمريكية.
وكلا الأذرع تستضيف محللين ضجاجين يضربون على ذات الدفوف، ويمدون أنفس السوء بمزيد من الأماني، و«يحتفلون» بنصر وشيك على السعودية وبالتالي تتويج حزبهم بنصر مبين.
وتر
صباحك وهذه الشموس..
والغيوم، فيء الله
وأسراب النوارس.. ظلاً ظلاً..
تخفق بين بساط الماء..
والسماوات العلا