تمر البلاد اليوم بحالة استثنائية نتيجة للإجراءات والآليات التي تنفذ من قبل الوزارات والأجهزة الحكومية بمختلف أنواعها للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، الذي أصبح وباء عالميا يهدد العالم كله في العديد من البلدان وذلك لأن هذا الفيروس تكمن درجة خطورته في طبيعة انتشاره، لأنه ينتشر عبر التعاملات الإنسانية اليومية من خلال التصافح أو الرذاذ الناتج عن حالة العطس أو التنفس، ولهذا فإن محاربة هذا الفيروس تكمن في الحد من المخالطة والتفاعل الاجتماعي والحفاظ على المسافات المناسبة في حالة المعاملات اليومية، وأيضا الحد من التجمع والتزاحم، وهى أكثر آليات الوقاية التي يجب اتخاذها للوقاية خلال تلك الفترة حتى نعبر تلك المرحلة بسلام وأمان، ولذا أتحدث هنا عن أهمية الوعي المجتمعي من قبل المواطنين وإدراكهم أهمية الالتزام بالإرشادات والتوجيهات التي أشارت إليها وزارة الصحة وكافة الجهات المعنية في أثناء التنقل من مكان إلى آخر وأثناء التواجد في الأماكن العامة، وكيفية الحفاظ على النظافة الشخصية واستخدام المطهرات خاصة عند ملامسة الأسطح المعدنية والزجاجية أو حتى الحوائط، ونؤكد هنا على أهمية الفهم الواعي للموقف والتعامل بصورة حضارية واعية مع إجراءات الوقاية والمكوث في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة وعند الخروج يجب اتخاذ واتباع التعليمات الوقائية الصحية، ولا يجب أن ننساق وراء الإشاعات والمعلومات المغلوطة التي تستهدف إثارة الذعر والرعب، فقد وجه الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- خطابه إلى الشعب السعودي ذلك الخطاب الذي يتسم بالشفافية والوضوح، مؤكدا على أهمية تقدير خطورة الموقف وأهمية الالتزام بالإجراءات التي فرضتها المملكة لحماية أبنائها ومواطنيها وكذلك حماية كل من على أرض المملكة، وتحدث بصراحة ووضوح مشيرا إلى أننا نمر بمرحلة صعبة، ولكننا نواجه المصاعب بالتوكل على الله والإيمان به وأكد خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- على صلابة الشعب السعودي وعزيمته وأهمية التمسك والالتزام بالمسؤولية الجماعية في مواجهة هذا الفيروس، وهنا نؤكد على دور المواطن السعودي في مواجهة هذه الأزمة الذي يجب أن يبنى على الوعي الصحيح لبواطن الأمور، وأن الأساس في المواجهة يرتكز في أن الوقاية خير من العلاج استطاع المواطنون الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقاية وتمكنت المملكة من السيطرة على الموقف بإذن الله، وأن قوة وثبات الشعب السعودي في وقت الشدائد إحدى ركائز مواجهة تلك الأزمة، وفى ذات الوقت يجب أن نثق في مؤسسات المملكة وما يتم اتخاذه من تدابير، وفى هذا الإطار نوجه الشكر والتقدير لكافة العاملين في المستشفيات والمراكز الطبية والحجر الصحي والقائمين على تنفيذ الخطط العلاجية والوقائية، لما يبذلونه من جهود حثيثة من أجل حماية الشعب السعودي، اللهم احفظ بلادنا وشعبنا وارفع عنا هذا الوباء.
@kmulhemm