وأضاف الكاتب: «بينما تقف الصين الآن كخصم رئيسي للولايات المتحدة، تسعى روسيا أيضًا لتقويض المصالح الأمريكية وتعطيل النظام الذي تقوده واشنطن»، محذرًا من زيادة حدة هذا الصراع إذا عملت كل من بكين وموسكو معًا.
وتابع يقول: «في أحدث تقييم سنوي للتهديدات العالمية تم تقديمه إلى الكونجرس، أشار مجتمع المخابرات الأمريكي إلى أن الصين وروسيا متحالفتان أكثر من أي وقت منذ منتصف الخمسينيات».
وأردف: «في الأيام الأولى من الحرب الباردة، كان الاتحاد السوفيتي والصين الشيوعية حليفان، لكنهما انفصلا فيما بعد، وانتقلت الصين في النهاية إلى جانب أمريكا في بداية السبعينيات».
وأوضح أن بكين وموسكو تعملان معًا مرة أخرى، لدرجة دفعت خبراء إستراتيجية الأمن القومي بأن الولايات المتحدة يتعين عليها العمل لإبعادهما عن بعضهما عن طريق العمل مع روسيا لمواجهة تهديد الصين الأكبر.
شراكة إستراتيجية
وحذر الكاتب من أن هذه التوصية مضللة، مضيفًا: «لن تشكل الأنظمة الاستبدادية مثل الصين وروسيا شراكة إستراتيجية عميقة، كما أن تكاليف التقرب إلى روسيا تفوق المنافع بكثير».
ولفت الكاتب إلى أن أفضل مسار بالنسبة لواشنطن هو أنه يمكنها الاستفادة من مزاياها الديمقراطية، حيث يمكنها العمل مع حلفائها الديمقراطيين لمواجهة كل من بكين وموسكو في الوقت نفسه.
وأشار «كروينغ» إلى أن العلاقة الإستراتيجية النامية بين روسيا والصين مثيرة للقلق، مضيفًا: «لقد تعاونت القوتان في صفقات طاقة كبرى، من ضمنها اتفاق ضخم بقيمة 55 مليار دولار لضخ الغاز الطبيعي إلى الصين».
وأردف: «التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج في عدة قمم رفيعة المستوى، وأعلن شي أن بوتين هو أفضل صديق وزميل له».
ومضى يقول: «الأكثر إثارة للقلق هو أن بكين وموسكو اشتركتا في مناورات عسكرية مشتركة في أوروبا وآسيا. إذا نسقتا ونفذتا هجمات عسكرية متزامنة على نظام التحالف الأمريكي في أوروبا الشرقية ومنطقة المحيط الهندي الهادئ، مثلًا، فقد يتم سحق الولايات المتحدة وحلفائها».
وشدد الكاتب على أن هذه الحقائق دفعت الكثير من المراقبين لاستنتاج أن الحل هو وضعهما في مواجهة أحدهما الآخر.
تضارب المصالح
وتابع: «يقول هؤلاء المراقبون إنه مثلما انفتح الرئيس ريتشارد نيكسون على الصين للعمل ضد موسكو خلال الحرب الباردة، يمكن أن تفعل واشنطن العكس اليوم، وبالتالي يمكن للولايات المتحدة أن تعقد شراكة مع روسيا ضد القوة الصاعدة في شرق آسيا».
لكن الكاتب قلل من أهمية هذا الاقتراح، موضحًا أن روسيا والصين لن تشكلا تحالفًا فعّالًا ضد الولايات المتحدة في أي وقت قريب.
وأشار إلى أنه في كتابه الجديد الذي ناقش خلاله نقاط قوة وضعف الأنظمة الديمقراطية والاستبدادية في منافسة القوى العظمى، وجدت أن الأنظمة الاستبدادية ضعيفة في بناء التحالفات.
وتابع يقول: «السهولة التي يغيّر بها الحكام المستبدون سياسات بلادهم، ويتراجعون بها عن التزاماتهم، لا تساعد على بناء شراكات دولية».
واضاف: «يوضح التاريخ أن الحلفاء الاستبداديين يتجهون لمحاربة بعضهم البعض أكثر من العدو»، مشيرًا إلى أنه رغم اتفاقية مولوتوف-ريبنتروب (اتفاقية عدم الاعتداء)، انقلب المستشار الألماني أدولف هتلر وغزا الاتحاد السوفيتي، في خيانة لشريكه جوزيف ستالين.
وأردف: «في آخر مرة تحالفت الصين وروسيا، كانتا على وشك الدخول في حرب نووية مع بعضهما البعض في الصراع الحدودي الصيني-السوفيتي عام 1969».
وتابع: «إضافة إلى ذلك، يوجد الكثير من تضارب المصالح بين روسيا والصين وهو ما قد يبعدهما عن بعضهما دون أي تدخل من الولايات المتحدة».
وجود مخاوف
ولفت إلى أن بعض المراقبين الروس يرون أن الصواريخ النووية متوسطة المدى لا تستهدف الناتو بل تهدف إلى ردع الصين الصاعدة، في ظل وجود مخاوف من أن الصين قد تحاول الاستيلاء على أراض في أقصى شرق روسيا مع تراجع عدد السكان في تلك المنطقة.
ومضى يقول: «هناك القليل من المكاسب والكثير من الخسائر في محاولة تقرب واشنطن إلى موسكو. من غير المرجح أن تكون روسيا منفتحة على مساعدة الولايات المتحدة في مواجهة بكين. في حين أن روسيا لا تريد إخضاع نفسها للصين، فهي كذلك لا تريد أن تكون معادية لها علنًا».
وأضاف: «أيضًا لن يرغب بوتين في تعزيز الولايات المتحدة، الدولة التي يراها عدوه الرئيسي. كما أنه من شبه المؤكد أن بوتين سيطلب في مقابل تجاهل الصين امتيازات غير مقبولة، مثل منح روسيا دائرة نفوذ في أوروبا الشرقية والحد من الدفاعات الصاروخية الأمريكية. وإذا وعد بوتين بالعمل مع الولايات المتحدة، فسيكون من الخطأ تصديقه».
ونصح الكاتب واشنطن بالاعتماد في التحالف على النظم الديمقراطية باعتبارها فعّالة في بناء التحالفات، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وحلفاءها الديمقراطيين يتمتعون بالقوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية اللازمة للتفوق في هذا العصر الجديد.