عندما شاهدت بعض لقاءات المواطنين والمواطنات بعد عودتهم من البلدان التي كانوا عالقين فيها، كانوا يتحدثون عن صعوبة الوضع رغم كل ما وفرته الدولة من خدمات خمس نجوم، لكنها الغربة عن الأهل والوطن التي لا يعوضها شيء، فكيف بمن باعدت الحاجة بينها وبين فلذات الأكباد، وما يزيد الطين بلة كما يقال، قبل أزمة كورونا كانت الحياة طبيعية، فالأبناء يتجهون للمدارس والآباء وبعض الأمهات لأعمالهم، والآن كل أفراد الأسرة في المنزل 24 ساعة، وعلينا أن نتخيل كيف سيكون حال بعض هؤلاء العاملات، فقد تجمعت عليهن لوعة البعد وزيادة الجهد.
مهم أن نلتفت لمن حولنا لتلمس احتياجاتهم والإحساس بمعاناتهم، وعاملات المنازل اللاتي يعشن بيننا في أمس الحاجة لكل لمسة حانية، فلا نجعلهن على الهامش أو في خانة (النقطة العمياء) الله لا يعمي لنا بصيرة، ويجب الإحسان لهن دون التمييز في الدين أو الجنسية أو اللون أو العرق للعاملة المنزلية، هناك أمثلة إيجابية لا تعد ولا تحصى من المواقف الإنسانية في كيفية تعامل بعض الأسر مع العاملات، أكتفي بذكر مثالين، وأنتم لديكم العديد من القصص التي تكتب بماء الذهب حول رقي بعض الأسر في التعامل مع من يعمل لديهم.
أحد الكفلاء بعد أن عرف أن ابن عاملتهم المنزلية غير المسلمة يعمل في الرياض، تواصل مع كفيله وطلب منه السماح له بالسفر للمنطقة الشرقية على حسابه وكانت من أجمل المفاجآت للأم أن تلتقي مع ابنها، وآخر تحصل على صورة لأبناء عاملتهم من خلال حسابها في الفيسبوك، طبع صورة الأبناء على الكيكة وطلب منها أن تفتح الغطاء لتتفاجأ بصورة الأبناء، هل تخيلتم جمال تلك اللحظات وحلاوتها وهل تتوقعونها تنسى من ذاكرتهن؟
ونحن على أبواب عيد الفطر، فلا ننسهن بعيدية قد تكون هاتفا أو شرائح اتصال وغيره، وكل هذه المواقف الإنسانية ستخلدها ذكرياتهن وسيتعرف أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء عن بلدنا عن عاداتنا والأهم عن تعاملنا من خلال ما سينقلن عنا مما سيكون له الأثر الإيجابي الكبير في نفوس ذويهم، وهكذا نكون قد جعلنا لنا سفراء في العديد من الدول دون سفارات!
Saleh_hunaitem@