اليوم وبعد أن مضى علينا شهر رمضان الكريم في ظل ظروف استثنائية لم تسمح بفرصة صلاة الجماعة وأداء التراويح والقيام في بيوت الله، بسبب الإجراءات الاحترازية للمحافظة على أرواح الناس وصحتهم في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، كذلك هو حال مع تلك الاحترازات التي شملت العمرة وزيارة الحرمين الشريفين تحقيقا لمبدأ السلامة، وامتثالا لتعليمات الشرع الحكيم، الذي يجعل الحفاظ على الأنفس من أجل المقاصد العظيمة والأحق بأن يكون مقدما على كافة المقاصد.
ويأتي صدور الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على إقامة صلاة عيد الفطر في الحرمين الشريفين، وفقا للأعداد والضوابط المتبعة في الصلوات الأخرى، والاحترازات الصحية تجسيدا لحرصه -أيده الله- على إحياء هذه الشعيرة العظيمة والعزيزة على نفوس كافة المسلمين، واستدامة للجهود المبذولة في سبيل خدمة الحرمين الشريفين وتحقيقا للمبادئ الآنفة الذكر، التي تصور أمامنا مشاهدة عميقة في معانيها وبليغة في دروسها، فالجهود التي بذلتها القيادة الرشيدة في المملكة وتلكم الرعاية الشاملة والمتابعة الدقيقة لما يتم ليل نهار في سبيل مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد١٩) والإجراءات الاحترازية والتعليمات الوقائية، بما يضمن سلامة النفس البشرية من كل مواطن ومقيم على هذه الأرض المباركة، التي رغم أنها تستقبل اليوم عيد الفطر المبارك في ظروف استثنائية غير مسبوقة في التاريخ الحديث وطال أثرها مشارق الأرض ومغاربها، فإن هذه الجائحة وجدت أمامها بالمرصاد قيادة حكيمة بذلت كل التضحيات في سبيل سلامة النفس البشرية، وفي ذات الوقت تمضي قدما في تحقيق قدرتها على خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديه بالتخطيط المستديم والرؤية الشاملة واستشراف يستوعب مستقبل كل المتغيرات.
[email protected]