ويتزامن ذلك مع تصريحات قائد سلاح الجو الليبي صقر الجاروشي التي أكد فيها انطلاق أكبر حملة جوية في تاريخ ليبيا خلال أيام، وأن المواقع والمصالح التركية هي أهداف شرعية للقوات الجوية الليبية.
يأتي هذا فيما تبددت أي فرص لوقف إطلاق النار في ليبيا خلال فترة عيد الفطر بعد إصرار ميليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية برئاسة فايز السراج ومرتزقة الرئيس التركي أردوغان على تصعيد الاشتباكات إذ أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الوطني الليبي أن قوات الجيش تصدت لهجوم من ميليشيات الوفاق «الجمعة» في محور الطويشة جنوب العاصمة طرابلس.
وأضاف المركز عبر صفحته الرسمية: إن حصيلة خسائر الوفاق في الهجوم بلغت 18 قتيلا وعشرات الجرحى، منهم آمر سرية الاقتحام «النعاس»، وآمر سرية في لواء المحجوب «المسلاتي» وعدد من مرتزقة أردوغان.
ويعد النعاس أحد قيادات الميليشيات ومتهم بنهب وسرقة منازل صرمان وصبراتة والمسؤول عن قيادة المرتزقة التشادية في معارك العزيزية.
من جهته، كشف مسؤول جهاز الرصد والمتابعة بالقيادة العامة للجيش الليبي غيث اسباق عن أن طائرات شحن عسكرية تركية محملة بالأسلحة والذخائر وصلت فجر «الجمعة» إلى مطار مصراتة قادمة من إسطنبول للتحضير لشنّ هجوم على مدينة ترهونة آخر معاقل الجيش الليبي في الغرب.
وكان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان وقبائل ليبيا وجه نداء إلى جامعة الدول العربية ومجلس الأمن لاتخاذ موقف حازم ضد التدخل التركي في شؤون ليبيا الداخلية، ودعا إلى حماية ليبيا من خلال دعم جيشها واحترام إرادة شعبها والإسراع في تدارك الموقف الميداني الخطير بتفعيل الاتفاقية الموقعة بشأن الدفاع العربي المشترك ووقف اجتياح الاستعمار التركي للأراضي الليبية.
من جانبه، طالب رئيس البرلمان العربي د. مشعل بن فهم السُّلمي بوقفٍ فوريّ لإطلاق النار في دولة ليبيا، ووجه رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي يُطالب فيها مجلس الأمن الدولي بإلزام كافة الأطراف المتصارعة في ليبيا بالوقف الفوري لإطلاق النار، وذلك لحماية المدنيين وتهيئة الأوضاع لاستئناف العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في دولة ليبيا.
وأكد السُّلمي أن ليبيا تعيش أوضاعًا إنسانية في غاية الصعوبة في ظل انتشار جائحة «كورونا» والحصار المفروض على بعض المدن الليبية، واستمرار العمليات العسكرية التي أدت إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين وما صاحبها من عمليات انتقامية، مشدداً على ضرورة حقن دماء أبناء الشعب الليبي ولا سيما في هذه الأيام المباركة والتي يتهيأ فيها المسلمون في كافة أصقاع العالم للاحتفال بعيد الفطر المبارك.
وشدد رئيس البرلمان العربي أن الحل السياسي هو السبيل الأمثل لمعالجة الأزمة في ليبيا، مطالباً الأمم المتحدة بإيقاف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية والتي تُغذي أطراف الصراع في ليبيا، ومنع نقل الأسلحة والمقاتلين الأجانب إلى دولة ليبيا التزاماً بقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.