اختلفت الأزمنة، والظروف، فاختلفت عقولنا بالتعاطي معها ومُجاراتها بأن تكون أفضل من سابقتها.. ألا تُدركون أننا مع التغييرات ننجرف أشد سرعة من جريان النهر وأمواج البحر، ألا تُلاحظون أننا مع التغييرات نكون مُستعدين ومُقدمين ولا حواجز توقفنا، ألا تُلاحظون أنه لا مُتذمرين بيننا، وأننا ننسلِخُ من جلودنا السابقة ومن أفكارنا الماضية؛ لنكون نحنُ اليوم، واللحظة، ونعيشها وكأننا رتّبنا لها مُنذُ فترة طويلة، واستعددنا لها..
أليست هذه من الغرائب، ومن المواضيع التي أتمنى أن يفيق «ابن خلدون» من قبره؛ ليُفسر لنا مُجتمعنا، وتقلباته، وتغييراته وانخراطاته بالتغيير دون انكسارات وتململ، ليت المُحللين، والمُختصين بعلم الاجتماع يدلون بآرائهم حول ذلك..!
وأهمس لهم قبل أن يبدأوا بأننا شعبُ الصحراء، تعلمنا من آبائنا وأجدادنا الصبر، وشربنا الأمل، والطموح، تعلّمنا من ولاة الأمر كيف هي الآمال وأن جبل طويق «شعارنا»، و«عنان السماء» مطمعُنا وطموحنا، تعلمنا الشيء الكثير، ومررنا بالكثير من الأزمات، فكانت بردًا وسلامًا على مُجتمعنا، خرجنا منها أقوى وأنضج وأفضل ممّا كان.
نحنُ من أسرع الشعوب في الأرض للتقبّل، والانفتاح، والتغيير، وقبول الآخر والتعايش مع الأوضاع، لا كما يتصورنا البعض «مُنغلقين» ومتقوقعين على أنفُسنا.. الأيام تُثبتُ للجميع عكس تكهّناتهم وفشل دراساتهم.
[email protected]