لقد جاء القرآن الكريم ليدلنا بقوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). فدلت الآية الكريمة على أن الله -عز وجل- أوجد بيننا تلك الفوارق العرقية والثقافية والفكرية لنتعارف عليها ونتعايش لا لنجعلها سببا للتفرقة والاستعلاء وحمل الأحقاد وتوريث فكرها، فالثروة الحقيقية للبشر هي بالتنوع والاختلاف وليس بالتوافق والتشابه. إن النفس البشرية بالفطرة التي خلقت عليها لا تقبل حمل الأفكار الموروثة والعقل المتفكر يصحح ولا يتبع، فتبعية الفكر وتعطيل العقل وتأجير الرأي والاكتفاء بالغير لصنع القناعات وتشكيل الانتماءات هو عبودية للفكر وفقدان للكرامة وإهانة للذات.
مازالت الدلائل الكونية تبين لنا أن الظواهر المجتمعية لها عمر افتراضي ينتهي بثقافة المجتمع وتطوره الفكري على امتداد العصور، إلا أنها مازالت هذه الظاهرة تهمة معمرة منذ عقود يتبادلها الجميع ضد الجميع، تغلغت بالعقول والقلوب وحجبت عنا رؤية الثروة الحقيقية بالاختلاف الذي خلقه الله -عز وجل- بيننا وفرق بيننا بالطبيعة..
majidalharbi188@