تتوالى الأخبار السارة تباعا لتعلن بأننا أصبحنا بإذن الله في نهاية النفق، وها نحن ذا نبصر النور ثانيا لتعود الأوضاع العالمية والمحلية لطبيعتها بشكل تدريجي وفق ما تشهده المنطقة من قرارات استبشر بها المجتمع السعودي خيرا، فقد كانت قرارات مدروسة من خلال آلية تحمل في طياتها العديد من الإجراءات الاحترازية التي تحفظ الأمن الصحي في البلاد، والانتقال من مرحلة لأخرى وفق تقييم صحي دقيق، والمتابعة المستمرة لتعديل المسار عند الحاجة لذلك، لذا فالأمر يتطلب منا جميعا أن نكون على قدر عال من المسؤولية والوعي اللازم للعودة إلى الأوضاع الطبيعية بمفهومها الجديد القائم مع الأخذ بعين الاعتبار اتباع الإرشادات الصحية، خصوصا من الفئات الأكثر خطورة سواء من كبار السن أو من الذين يعانون بعض الأمراض كالقلب والسكري على سبيل المثال.
كانت كلمة وزير الصحة وقرارات الدولة مطمئنة إلى حد كبير، ولكنها في الوقت ذاته تعمل على تفعيل حس المسؤولية لدى المواطن ومدى تقديره للأمور، فلم تدخر الدولة جهدا خلال الأشهر الماضية في أن تعبر بنا إلى بر الأمان، وكانت بعد الله الدرع الحصينة لنا من تفشي هذا المرض الذي بطش بالعالم من خلال ما فرضته من إجراءات لتصب في مصلحة الفرد وضمان سلامته، فقد شهد العالم ذلك الحرص الذي أولته الحكومة تجاه أبنائها لتؤكد على أن المواطن السعودي يحتل الأولوية لديها قبل كل شيء وقد تتعطل الكثير من المصالح في سبيل أمانه وراحته.
لم تدخر الدولة جهدا في ضمان سلامتنا ولم تغفُ لوزارة الصحة عين في سبيل تمتعنا بالصحة والعافية، ويبقى أن نكون نحن الأحرص على أنفسنا من أن يتكاتف الجميع من أجلنا ويدفع الغالي والثمين لتعود حياتنا الطبيعية كما كانت، ومن ثم نخذل نحن أنفسنا لنسلمها بأيدينا لبراثن الفيروس فنهدم بذلك كل ما قد عمل عليه الآخرون طوال الأشهر الماضية من أجلنا، لذا ينبغي علينا أن نتبع التعليمات بالشكل الصحيح سواء من خلال ترك مسافة آمنة بيننا وبين الآخرين عند الخروج من المنزل أو ارتداء الكمامات والقفازات والتعقيم المستمر أمر هام لضمان سلامتنا وسلامة من نحب، فالفيروس قد ينتقل بسهولة من خلال رذاذ القطيرات الصغيرة الناتجة من السعال أو العطس، والجدير بالذكر أن عودة الحياة لطبيعتها لا تعني بأن الفيروس قد انتهى بل تعني أن دولتنا تثق بنا للحد الذي جعلتنا نتشارك معها في الحد منه، حمانا الله جميعا من كل مكروه وأبدل أيامنا الماضية بأخرى مشرقة وخالية من كل ما قد يعكر علينا صفو الحياة أو يحجب عنا بريق جمالها.
11Labanda@