وقال الخبير الاقتصادي، إياس آل بارود، إن جميع المؤشرات الاقتصادية تتجه إلى تنفيذ المؤسسات صفقات اندماج واستحواذ بين الشركات المتضررة مع تفاقم التداعيات المصاحبة لتفشي فيروس كورونا بالمنطقة وعلى العالم أجمع، والتي تضمنت توقف النشاط الاقتصادي، وانخفاض معدلات السيولة، وارتفاع التكاليف، والتي على أساسها تحدد الشركات العاملة بالمنطقة إستراتيجيتها لعبور الأزمة بأقل الخسائر، والحفاظ على تواجدها بالسوق. وأشار إلى أن فكرة الاندماجات والاستحواذات مسيطرة على المشهد من ناحية خفض التكاليف، ومن ناحية أخرى تحقيق التكامل المطلوب في المنطقة للتغلب على الصعوبات التي أوجدها تفشي الجائحة، وهذا سيكون واضحًا خلال الفترة المقبلة، ويأتي هنا دور الشركات ذات الوضع المالي الجيد والملاءة القوية ستكون مؤهّلة لاقتناص هذه الفرص وسط توقعات بإقدامها على عمليات استحواذ، وربما الاندماج بهدف تعزيز وتوحيد الجهود. ولفت إلى أن الوقت الراهن يُعدّ فرصة جيدة لدراسة الأوضاع والانتظار لحين انحسار الوباء والقضاء عليه، ومن ثم البدء باقتناص الفرص، مشيرًا إلى أن من الطبيعي اقتصاديًا مع زوال الأزمة الراهنة ستكون هناك آلاف الفرص الاستثمارية وسيراها البعض صفقات الأحلام، لا سيما في قطاع التكنولوجيا والاتصالات.
وأوضح أن هذه الفرص في العادة تكون في الأزمات مهما كان نوعها؛ إذ توجد شركات تتضرر وشركات تنتعش حسب تخصصها، فيما يفضل الاندماج في تلك الحالة بدلًا من الخروج للسوق، وذلك لدعم استمرارية التنمية الاقتصادية، والتخفيف من نسبة العاطلين عن العمل والبطالة.
وأكد المحلل الاقتصادي سعد آل ثقفان أن في الأزمات تخلق الفرص، سواء للمستثمرين الأفراد أو الشركات، خاصة مع شبه توقف الاقتصاد؛ مما يجعل أغلب الشركات تعاني، وذلك بعدم دخول تدفقات نقدية مناسبة تجعلها قادرة على تغطية التكاليف فتلجأ إلى الاندماج مع شركة أخرى أو تقبل الاستحواذ عليها من شركة أخرى.
وأشار إلى أن ظاهرة الاندماجات موجودة في جميع الظروف، سواء الاقتصاد في نمو أو انكماش، ولكن الملاحظ الآن أنها قلت مع ظهور جائحة كورونا نتيجة صعوبة في الاتصال بين الشركات لتقييم الأصول فضلًا عن دعم الحكومات اقتصادها بضخ السيولة والتحفيزات للقطاع الخاص، إضافة إلى أن الفترة الحالية لم تصل إلى ذروة الاندماجات التي تكون في العادة بعد الأزمة بقليل.
وقال الباحث في الشؤون الاقتصادية حسام الشنبري: عادة تتزامن حركة الاندماجات والاستحوذات إذا اقتربت الدورات الاقتصادية الصعبة من نهايتها، وهي مؤهّلة الآن لا سيما مع جائحة كورونا.
وأشار إلى أن الاندماج فرصة في ظل الظروف الاستثنائية من أجل رفع الكفاءة وترشيد المصروفات، لا سيما في قطاعات وشركات التأمين، لافتًا إلى أن القطاعات المرشحة للاندماج في العام الحالي العقارات والضيافة والمصارف.