فترة البقاء في المنازل أو ما يُطلق عليها مجازًا "الحجر المنزلي"، مرّت على الكثيرين بطرق مختلفة جدًا، حيث استثمروا هذه الفترة واستفادوا منها في أمور كثيرة طوَّرت من حياتهم الشخصية، وأشبعت لديهم حاجات نفسية لم يكن هناك وقت في السابق لإشباعها، فلن نتحدث عمّن توجّه للطبخ وأبرز مهاراته في إعداد المأكولات والأطباق المتنوعة، ولا عن اللوحات الفنية الجميلة التي بدأنا نشاهدها في بيوتنا، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي عكست مواهب فنية مدفونة، أظهرها هذا الحجر المنزلي، لكنني سأتحدث عن مجموعة اقتنصوا الفرصة، وطوّروا من مهاراتهم الشخصية والإدارية والتقنية عبر الانتساب للدورات المجانية التي قدّمتها كثير من الجهات الحكومية والخاصة، واستطاعوا استثمار أوقاتهم في رفع مهاراتهم الشخصية من خلال هذه الدورات.
وقد برزت جهات عدة في هذا المجال، لكنني شخصيًا لا أرى جهة برزت في التدريب كمعهد الإدارة العامة، هذا المعهد الحكومي الذي استثمر هذه الفترة في إبراز جهوده التدريبية، وأبهرنا في تقديم محتوى تدريبي رائع ذي جودة عالية يفوق حقيقة بشكل لا يُقارن ما تقدمه مكاتب التدريب الخارجية التي تُدفع لها آلاف الريالات، فمحتواه التدريبي المجاني المتوافر على شبكة الإنترنت، والمدعوم بتطبيق إلكتروني يستطيع المتدرب أن ينهل منه في حصص تدريبية متسلسلة لا يمكن له أن يتجاوزها حتى يؤدي المتطلبات المطلوبة من كل دورة تدريبية.
ويمتاز هذا المحتوى التدريبي بتنوعه واستخدامه وسائل تدريبية متعددة ومسلية تحقق الهدف بأقصر الطرق وأسهلها.. وهي تحقق نتائج رائعة للبرنامج الوطني للتدريب عن بُعد، ويُعدّ إحدى مبادرات معهد الإدارة العامة ضمن برنامج التحول الوطني 2020.
ومن لم يُجرّبها من المهتمين في التدريب فقد فاته شيء كثير.
dhfeeri@