فمن ضمن ادعاءاتهم التي لا تحتاج للدحض حتى قولهم بأنه لا وجود للمرض لأنهم لم يمرضوا ولأن عائلاتهم لم تمرض ولأن أبناء عمومتهم لم يمرضوا أيضا وكذلك أبناء حارتهم وهلم جرا.
كما أنه وفي بداية الأزمة رفضت هذه المجموعات القول بأن الفيروس حقيقة واقعة إذ اعتبروه مجرد تصنيع أمريكي لضرب الاقتصاد الصيني، وبعد فترة قصيرة من الزمن، رأينا بأن أكثر الدول تضررا على الصعيدين الصحي والاقتصادي هي أمريكا، ولعل أعداد الإصابات والسقوط الهائل لأسعار النفط خير دليل، فهل من المنطقي أن تكون الدولة المصنعة لفيروس كورونا هي الأكثر تضررا منه؟.
ومن ضمن ادعاءاتهم الغريبة اعتبار أن ما يحدث للعالم هي مجرد تداعيات إطلاق الـG5، الجدير بالذكر أن هذا الجيل أطلق منذ مدة ولم يتسبب بأي حالات صحية أو وفيات، ولعل الأغرب من هذا كله محاولة هذه المجموعات المتكررة لربط ما يؤمنون به بالعلم، وذلك من خلال الاستشهاد بمقاطع مصورة لشخصيات لا أثر يذكر لها في ساحات العلم، بل إن العكس تماما هو ما يحدث، فكل علماء الأرض مجتمعون ومتحدون لمواجهة هذا الفيروس ويقرون به وبوجوده وخطره رغم ما يكتنفه من غموض وأسرار كشف بعضها، وبعضها الآخر ما زال في قائمة البحث والتنقيب.
وبعد الدحض المستمر لكل الروايات التي تقول بعدم وجود الفيروس، تحولت هذه المجموعات إلى نغمة جديدة تحقر وتقلل من خلالها التأثيرات المصاحبة للفيروس وتضعه في نفس المرتبة مع الإنفلونزا الموسمية، كل هذه الأشياء تنم عن وعي زائف ومنفصل انفصالا شنيعا عن الواقع، وعن حالة الاستنفار العالمية التي أودت بالخسائر البشرية والمادية، السؤال ما الذي سيدعو كل هذه الدول للأخذ بكل هذه الاحتياطات والإجراءات القاسية، وما الذي سيدعو كل مختبرات وقطاعات العالم الصحية للعمل الدؤوب والمتواصل؟ هل يبدو الأمر هينا أو كذبا، يا ليته كان كذلك وهذا لسان حالنا إلا أن الحقيقة والواقع أقوى مما نحب ونرغب به.
@naevius_