هل فعلاً ستعود الحياة طبيعية كما كانت؟
بسبب جائحة كورونا الكثير من التغيرات طرأت على العالم وفي جميع الأصعدة. فكأن هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة أعاد هيكلة حياتنا، فأصبحت الكثير من العادات اليومية التي تمارس بشكل تلقائي غير مقبولة بل مسببة للقلق لاحتمال كونها ناقلا للمرض. فمصافحة أحبائنا وزملائنا في العمل باتت غير مسموح بها، حتى طريقة السلام سيكون لها دليل إرشادي جديد، فالسلام بالأنف والأحضان أمر غير مصرح به لأنه سيساعد في انتشار كورونا أو غيرها من الأمراض التنفسية. الأكل والشرب الجماعي (من بادية أو صحن واحد والتقطيع بالأيدي) سيختفي، مناسباتنا التي كنا نفاخر بأعداد المدعوين فيها ستقل وتتغير البروتوكلات لتكتسي بحلة جديدة. ستختلف آلية إنهاء المستلزمات اليومية فمثلاً طوابير البنوك، أو الأسواق أو الصيدليات المتقاربة ستزول وسيكون التأكيد على ترك مسافة كافية نظاما صارما لابد من تطبيقه لمنع اختراق الخصوصية وحصر العدوى.
المرحلة التي عشناها ونعيشها اليوم غيرت الكثير من سلوكياتنا، فالنظافة الشخصية والعامة أصبحت أولوية لدى جميع شرائح المجتمع، نظام الحياة الصحي بممارسة الرياضة وإعداد الأكل المتوازن مع التركيز على العادات الغذائية التي ترفع من مناعة الجسم صار مظهراً مألوفاً في أغلب البيوت السعودية. ازداد الاعتماد على الأنفس واكتشفت القدرات، الإمكانيات، والمواهب. تغيرت الأولويات عند الكثير فلم تعد الكماليات التي استنزفت الميزانيات والوقت والجهد مهمة، فالجائحة أكسبتنا ثقافة الاكتفاء الذاتي وعدم اللهاث وراء المظاهر الكاذبة.
لابد من عودة الحياة واستمرار الأنشطة التجارية وغيرها لإنقاذ الحركة الاقتصادية، ولا يعني ذلك اختفاء الفيروس أو زوال الجائحة إنما يعني أنك المسؤول الأول. القادم يحتم علينا التكيف والتعايش، وممارسة حياتنا الطبيعية لكن بحرص ووعي ومسؤولية فلا يموت الذئب ولا تفنى الغنم.
بذلت المملكة الكثير من الجهود منذ بداية الأزمة لنصل لهذه المرحلة، فالمحك الآن وعي المجتمع والالتزام بالإجرائات الوقائية. الوضع الراهن يحمل في طياته الكثير من المسؤولية التي تقع على عاتق المواطنين والمقيمين، لا نريد أن نعود لنقطة الصفر، فإن فرطنا بالتعليمات ستكون فاتورة قلة الوعي باهظة السعر والجميع سيشارك في تسديدها.
لن نكون كما كنا قبل كورونا، العودة إلى الحياة الطبيعية سيكون لها مفهوم جديد مبني على السلوكيات الصحية الاحترازية، فلنتعاضد سوياً ونلتزم لنعود أفضل مما سبق.
DrAL_Dossary18 @