أما الجواب الثاني فهو اختيار عدم المواجهة وهذه للحالات الخاصة والقليلة لو لم يكن لضحية الخيانة مكان يلجأ إليه لو فقد أسرته، فيصبر إلي أن يخطط لمستقبله ومستقبل أبنائه بطريقة جيدة ثم يعلن المواجهة والانفصال لو رغب بذلك.
وفي كل الأحوال ننصح بأن لا نستعجل بقرار الطلاق عند اكتشاف الخيانة، لأن القرار سيكون غير مدروس، وأي قرار مبنى علي ردة فعل سريعة يكون قرارا خاطئا ويندم عليه صاحبه في المستقبل، فنرى قرار الصبر والتفكير هو الأفضل ولا مانع من الاستعانة بخبير، أما لو اقتنعنا أن الطلاق هو الحل الأفضل بعد دراسة الإيجابيات والسلبيات، وقتها لا مانع من اتخاذ قرار الطلاق وخاصة إذا كنا نعرف بأن الخائن مستمر في خيانته ومقصر في واجبات البيت والأسرة.
وغالبا وقت الصدمة بالخيانة قد تشعر بفقد الشهية أو عدم الرغبة في الطعام أو تحب العزلة، أو تكثر من النوم هروبا من قوة الصدمة، وهذه كلها ردود أفعال طبيعية للحدث الذي تعيشه، وقد تأتيك أفكار شيطانية مثل أن تنتقم من الخائن بخيانة أخرى، فانتبه لنفسك ولا تدمر نفسك بخطأ غيرك وإنما الصواب أن تقوي علاقتك بالله في مثل هذه الحالات، حتى تهدأ نفسك وتحافظ علي صحتك وأخلاقك وتنظر للمشكلة بطريقة إيجابية، فلا تتسرع في التسامح والعفو عن الخائن علما بأن المسامحة مهمة، ولكن خذ وقتك حتى تتعافى وتخرج من حرارة الصدمة، ثم ادرس الحادثة واتخذ قرارا بالمصالحة والاستمرار لو رغبت ولكن بشروط تضعها لتضمن عدم تكرار الخطأ مرة أخرى.
أما طلب التفاصيل عن واقعة الخيانة فهي سلاح ذو حدين، وفي الغالب يكون معرفة التفاصيل مؤذيا ومدمرا، والأفضل تجنب معرفة تفاصيل الخيانة حتى لا تدمر نفسيتك أكثر، فلو كانت التفاصيل تساعدك في تحسن نفسيتك وخروجك من الصدمة فلا بأس بها، وإلا فتركها أفضل، واحذر أن تستمر بالمراقبة والتفتيش والتجسس بعد المعرفة أو المواجهة فإنك إن دخلت في هذا الأمر ستدمر نفسك ونفسيتك، ويتحول تجسسك لإدمان ومرض يرهقك فلا تستطيع التخلص منه، كما أنك لن تجد شيئا جديدا مختلفا عما عرفت واكتشفت.
وأخيرا اجلس مع نفسك وابحث في الأسباب فقد تكون أنت السبب في دفع الطرف الآخر للخيانة، وإذا لم تكن أنت السبب فحاول أن تنظر في جوانب الخير في هذه المصيبة وتستفيد منها، وأذكر كلمة قالتها إحدى الزوجات بعد خيانة زوجها قالت إن الدرس الذي تعلمته، هو أنني عرفت تقصيري بحق ربي لأني جعلت زوجي هو كل حياتي، والمفروض أن أجعل ربي هو كل حياتي ثم زوجي.
@drjasem