بالمدّعى حادرٍ من عند سوق الجودريّه
ما نيب أعرفه لا شك انه لطلاّب الهوى عوق
يسوق راعي الهوى سوق المنجّب للمطيّه
لو أحلنا مفردة «نطحني» إلى الفصحى لتبادر إلى ذهن السامع أن المقصود أو الحبيب خروف !
******
وفي الفصحى جاء في قاموس لسان العرب وكذلك المعجم الوسيط أن كلمة زول تعني الشجاع كذلك الذكي أو الفطن وزاد بعض المجتهدين أن الزول هو السمح الكريم وهو الكّيس اللطيف.
وفي السياق الشائع عند أهل السودان أن تأتي مع المفرد الغائب فلا تأتي مع المتكلم ولا تجد شخصا يقول مثلا «أنا زول كذا» إلا فيما ندر. كذلك لا تأتي مع المخاطب إلا في إحدى الحالات التالية: 1- عند التهكم، التعجب، الغضب أو في عموم حالات الانفعال.. يقول قائلهم مخاطبا «يا زول مالك !!؟».. «يا زول أنت مانّك نصيح !!؟».. «عليكم الله شوف الزول ده». 2- في حالات التودد والمداعبة ولا يكون هذا إلا مع صديق أو شخص مقرب فتقول «يا زول وين أنت؟» أو «يا زول مشيت وين!؟» أو«يا زول ارح معنا» وهكذا. 3- إذا كان مجهولا غير معروف أصلا مثلا «يا زول إنت من وين؟» أو «يا زول أهلك من وين؟» تريد التعرف إليه حقيقة.
زميل من السودان، ضليع في الاشتقاق، سبق أن قال لي: إن المفردة لا تطلق على كل شخص معروف أو معلم بزي رسمي أو مكانة أو هيئة، فلا يقال للشرطي مثلا يا زول. كما لا يشار بها على من تبدو عليه سمات الهيبة والوقار تماما، كما لا تطلق على كل ذي منصب مرموق أو مكانة اجتماعية، لما تتضمنه هذه الكلمة من إيحاءات التجهيل أو الاستخفاف وهنا تكمن مزالق هذه الكلمة للذي لا يحسن استعمالها. في بعض دول الخليج يطلقون «زول» على السودانيين ويخاطبون بذلك كل سوداني وذلك تلطفا ودعابة.
وجود مفردات عربية فصيحة فى لغة السودانيين لا توجد عند غيرهم ممن يتحدثون العربية.. مثل كلمة زول.. التي هي من أكبر الدلائل على أصالة اللغة العربية فى السودان.. وآية عروبتها.
في أحيان نسمع أغاني فيها الزول الخفيف الظريف عندنا في السعودية. وعلى العموم فهي -أي المفردة- ناعمة ولينة وملساء. أي أكثر رقة وقبولا من بعض مفردات نسمع أهل الجزيرة العربية والخليج يستعملونها.
A_Althukair@