قرارات وزارة الداخلية التي تم إعلانها يوم السبت الماضي، وتم تطبيقها اليوم الذي يليه مهمة جداً وجاءت في وقتها للحد من تجاوزات المستهترين فيما يتعلق بالسلامة من وباء كورونا، حيث لمسنا خلال الثلاثة أيام قبل صدور القرارات تهاوناً كبيراً من كافة شرائح المجتمع، وبالأخص الفئة العمرية الشابة من الجنسين وكذلك العمالة التي تقدم خدماتها للمستهلك، سواء في المطاعم أو المغاسل ومحطات البنزين والمحلات بشكل عام وغيره فيما يتعلق بعدم الالتزام بلبس الكمامات وعدم التباعد الجسدي، حيث تجد الأفراد قريبين من بعظهم البعض مما يشكل خطورة عليهم وعلى المجتمع ككل، ولذلك جاءت تلك القرارات لتضع حداً لهذا الاستهتار وتؤكد على أهمية هذا الأمر وأننا في سفينة واحدة يجب علينا المحافظة عليها جميعاً؛ لأن هذا الأمر لا يتعلق بالفرد وحده ومن الضروري تطبيق وسائل السلامة لننجو جميعاً بإذن الله.
مشكلة بعض الناس لديه قصر نظر ويعتقد أن رفع الحظر يعني انتهاء هذا الوباء أو أنه أنحسر بدرجة كبيرة، وهذا غير صحيح، فما زالت الإصابات لدينا موجودة وتسجل بأعداد كبيرة مما يعني وجود هذه الجائحة وربما -لا قدر الله- ترتفع بشكل أكبر إذا لم نراع التعليمات ونلتزم بالإرشادات، وهذا ما لاحظه الكثير مع بداية أول يوم لرفع الحظر، حيث انطلق الناس وكأنهم في الأوضاع الطبيعية متقاربين بدون كمامات وغير ملتزمين بالإرشادات، وبرغم وجود أعداد كبيرة تراعي هذا الأمر إلا أن هؤلاء المستهترين سيفسدون عليهم وعلينا هذا الالتزام، وكأن الإجراءات السابقة التي قامت بها الدولة لم تكن بسبب هذه الفئة.
القرارات الأخيرة جاءت لتعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي وتؤكد على هذه الفئة بأنك إذا لم تلتزم فهناك عقاب رادع يعيدك إلى رشدك سواء المواطن أو المقيم، ولا أخفي سراً إذا قلت بأن الجميع استبشر بها خيراً لأن البعض لا يرتدع إلا بالعقاب وكما قيل في الأثر عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) وقد لاحظت أثر تلك القرارات ولله الحمد من أول يوم تطبيق لها -الأحد الماضي- فالعمالة من سائقين وفنيين بدوا أكثر حرصاً والتزاماً أكثر من ذي قبل، متمنياً التشديد في تطبيقها وعدم التساهل.
المولات والسوبر ماركتات الكبيرة تتساهل في هذا الأمر ولا تعيره اهتماماً حتى لا يخسروا الزبائن على حساب صحة الوطن، ولو ذهبت في زيارة إلى أغلبها لا تجد قياس حرارة ولا تأكيدا على لبس الكمامات وكذلك عدم تعقيم السلال، ولكن بعد صدور القرارات الأخيرة أعتقد أن الوضع سيتغير كثيراً لنصل بحول الله إلى بر الأمان جميعاً.
almarshad_1@