وأشار إلى أن تاريخ الكرملين حافل بعلاقات وثيقة انقلبت رأسًا على عقب، مثلما حدث مع المجر (1956) وتشيكوسلوفاكيا (1968) وكوبا (1962)، وأفغانستان (1980) وأوكرانيا (2014).
ومضى يقول: ويسعى الأسد لاستعادة السيادة على كامل سوريا، بمساعدة روسيا.
وأردف: بينما الكرملين لديه أهداف متعددة، بما في ذلك أهداف لا علاقة لها بالوضع السوري، ومنها عودة روسيا كقوة عسكرية لديها القدرة على خوض الحروب الاستكشافية.
ونوَّه إلى أن التدخل الروسي في سوريا يعكس عودة روسيا إلى شرق البحر المتوسط، وفي الوقت نفسه أكد إعلان إنشاء قواعد عسكرية روسية دائمة في سوريا بحزم على نية موسكو القيام بدور الوسيط في شؤون الشرق الأوسط.
وأضاف: تأمل روسيا أيضًا في تحقيق مستوى من الارتباط مع الولايات المتحدة، لإضفاء جاذبية على العلاقات الروسية الأمريكية المتصلبة، وتقليل التوترات الروسية مع أوروبا.
ومضى يقول: تحتاج الأولويات المتباينة بين روسيا وسوريا إلى التنسيق، إلا أن إثارة الاختلافات علانية ستقود إلى نتائج عكسية، «لكن موسكو مؤخرًا كسرت هذه القاعدة الذهبية من خلال كتابات بعض المفكرين وصنّاع الرأي، المعروفين بارتباطهم بالكرملين، التي انتقدت الحكومة السورية، بما في ذلك الرئيس الأسد نفسه».
ومضى يقول: «وعلى سبيل المثال، أعرب ألكسندر أكسينوك، السفير الروسي السابق في سوريا ونائب رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي التابع لوزارة الخارجية، في مقال مؤخرًا عن انزعاج موسكو من الأسد والرغبة في أن تتحول أولوياته من استعادة كل الأراضي السورية إلى السعي لتنمية ما بعد الحرب في الأراضي الواقعة تحت سيطرته الآن، والتي تقدّر بحوالي 65 % من البلاد». وأردف: «على الأرجح فهو يعكس وجهة نظر الكرملين التي مفادها أنه لا يمكن الاستمرار في تمويل الحرب، وثمة حاجة ملحّة لتحفيز الغرب والدول العربية لتوفير الأموال لإعادة إعمار سوريا».
ولفت الكاتب إلى محاولات شخصيات سياسية سورية بارزة للرد على مثل هذه الانتقادات والإشادة بدور إيران وحزب الله في التحالف مع الأسد، والتلميح بأن الرئيس السوري يعطي أولوية للعلاقات مع طهران أكبر من الصلات بين سوريا وموسكو.
ونوّه بوجود 3 عوامل وراء التحريض الروسي ضد سوريا، أولها أن بوتين لم يتمكن من فتح مساري التسوية السياسية في سوريا، حيث تتطلع موسكو إلى تحقيق الانتصار على المستويَين السياسي والاقتصادي، بينما يصمم الأسد على الانتصار الكامل، وهو ما يقوّض أهداف روسيا. وأردف يقول: «أما العامل الثاني فيتمثل في أن استقرار سوريا يتطلب إصلاحًا وإعادة بناء الاقتصاد؛ الأمر الذي يحتاج إلى استثمارات مالية ضخمة لا تمتلكها روسيا. وفي الوقت نفسه يرفض الأسد تقاسم السلطة مع المعارضة». وأضاف: «يتمثل العامل الثالث في قلق موسكو وحذرها من فخ متوقع من الجيش الأمريكي للقوات الروسية في سوريا، حيث قامت واشنطن بتدريب مجموعات بالوكالة وتسليحها بأسلحة متطورة، ويبدو أن الوجود العسكري الأمريكي شمال سوريا، وعلى الحدود مع العراق مستمر، بغض النظر عما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب». وشدد الكاتب على أن آخر شيء ترغب فيه موسكو هو التورط في مستنقع مثل أفغانستان، مشيرًا إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا جميس جيفري قد تباهى مؤخرًا علنًا بأن مهمته تركز بشكل أساسي على استنزاف القوات الروسية وطردها من المنطقة.