[email protected]
تعتبر المراحل الثلاث التي طرحتها المملكة لعودة الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه قبل اجتياح فيروس كورونا المستجد لهذا الوطن كغيره من أمصار العالم وأقطاره، والمتمحورة في السماح بالتجول في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها ومدنها من الساعة السادسة صباحا وحتى الثالثة مساء، والسماح بالتنقل بين المناطق والمدن بالمملكة بالمركبات الخاصة أثناء فترة عدم منع التجول، والسماح بفتح بعض الأنشطة الاقتصادية والتجارية وممارستها لأعمالها في فترة السماح وتشمل محلات تجارة الجملة والتجزئة والمراكز التجارية، تعتبر تلك المراحل مدخلا هاما لعودة الحياة من جديد إلى أوصال المجتمع السعودي الناهض وإعادة حراكه الاقتصادي، مع أهمية التأكيد على استمرارية منع كافة الأنشطة التي لا تحقق التباعد الجسدي المطلوب لاحتواء الجائحة ووضع حد قاطع لانتشارها ووقف تصاعدها، وإزاء ذلك سمح بإقامة صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض بمساجد المملكة ورفع تعليق الحضور للوزارات والهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص والعودة لممارسة أنشطتها المكتبية واستئناف الرحلات الجوية الداخلية ورفع تعليق السفر بين المناطق بوسائل المواصلات المختلفة.
وبهذه الإجراءات السديدة، تعود معظم الأنشطة إلى سابق عهدها لتحريك عجلة الاقتصاد والتجارة ودفعها إلى الأمام بكل طمأنينة وثقة، شريطة الالتزام بالتباعد ومراعاة الإجراءات الاحترازية والاستباقية الموضوعة من قبل الجهات الصحية المعنية ومنها منع التجمعات لأكثر من خمسين شخصا في مناسبات الأفراح ومجالس العزاء، وبهذه العودة الصائبة للحياة فإن المملكة تنتهج أسلوبا راشدا لاحتواء الجائحة بطرق عملية راجحة، مع الأخذ باستمرار تعليق العمرة والزيارة وتعليق الرحلات الدولية، والأخذ بهذا الأسلوب ارتبط بشكل مباشر بإيقاع العقوبات المقررة على مخالفي إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي لا يزال كابوسه المخيف يجثم على صدور أبناء شعوب العالم، وهو أسلوب يؤكد من جديد على حرص القيادة الرشيدة بالمملكة على تطبيق كافة السبل المتاحة لاحتواء الفيروس وتضييق الخناق عليه كطريقة مثلى للخلاص منه نهائيا في القريب العاجل بإذن الله.