[email protected]
الموقف الثابت لحكومة المملكة في دعم ومساندة الجمهورية اليمنية وشعبها الشقيق يتجدد توثيقه مع انطلاق أعمال مؤتمر المانحين الافتراضي لليمن 2020 م، الذي تنظمه المملكة بالشراكة مع الأمم المتحدة، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- بمشاركة ما يزيد على 126 جهة منها 66 دولة و15 منظمة أممية و3 منظمات حكومية دولية وأكثر من 39 منظمة غير حكومية، بالإضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهو تجسيد لسياسة تاريخية راسخة للدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر، تقوم على المبادرة في كل ما من شأنه أن يحقق السلام الإقليمي والدولي وكذلك يعزز المفاهيم الإنسانية ويسد كافة احتياجاتها في مشارق الأرض ومغاربها.
إن الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، تزيد من أهمية المؤتمر لزيادة الوعي بالأزمة الإنسانية في اليمن والإعلان عن تعهدات مالية لسد الاحتياجات الإنسانية هناك، ولكن في الوقت ذاته لا يمكن للعالم أن يغفل أن انقلاب الميليشيات الحوثية المسلحة المدعومة من إيران على القيادة الشرعية في اليمن تسبب في تدهور الأوضاع بصورة مضاعفة؛ بسبب تلك الممارسات الخارجة عن كل الأعراف والقوانين من المليشيات الحوثية التي تقوم بنهب المساعدات الإنسانية وإعاقة وصولها إلى كافة الأراضي اليمنية وعدم قبول وقف إطلاق النار والتهدئة الذي أعلنه التحالف لدعم الشرعية في اليمن، ودعوة المبعوث الأممي الخاص لليمن للانخراط في مفاوضات مباشرة بين الأطراف اليمنية، فهذا السلوك الحوثي ما هو إلا دلالات على موقف متزمت ورافض للحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، مخرجات الحوار الوطني اليمني، قرار مجلس الأمن 2216)، مواقف تتقاطع في تناقضاتها مع واقع مؤتمر المانحين القائم على المبادئ التي تتبناها المملكة، وتتخذها منصة انطلاق سياساتها في إيجاد الحلول السلمية وتحقيق التآلف والتعاون بين شعوب ودول العالم على حد سواء.