وربح خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.06 دولار ما يعادل 2.9 % إلى 37.87 دولار للبرميل وكان قد بلغ 38.18 دولار للبرميل وهو أيضا أعلى مستوى منذ السادس من مارس. وأنهى العقد الجلسة السابقة مرتفعا 3.9 %.
وسجل الخامان القياسيان ارتفاعا حادا في الأسابيع الأخيرة من مستوياتهما المتدنية في أبريل بفضل استمرار التعافي في الصين التي انطلق منها التفشي الفيروسي بينما تستأنف اقتصادات أخرى نشاطها ببطء بعد إجراءات عزل لاحتواء الجائحة.
وقالت مصادر إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين كبارا من بينهم روسيا، فيما يعرف بمجموعة أوبك+، قد يمددون تخفيضات إنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا أو نحو 10 % من الإنتاج العالمي لشهري يوليو وأغسطس.
ويتوقع المتعاملون أن يتفق المنتجون الكبار للخام على تمديد التخفيضات الكبيرة لدعم الأسعار ولكن لا يزال ثمة قدر كبير من الضبابية إذ لم يتم تحديد موعد الاجتماع بعد ويطالب البعض بأن يعقد الأسبوع الجاري.
وقال خبير الطاقة عايض آل سويدان: إن أسواق النفط تعيش حالة من الإيجابية والتفاؤل بفضل جهود المملكة التي بدأت بدعوة لاجتماع طارئ في شهر أبريل الماضي، تمخضت عنه أكبر اتفاقية لتخفيض الإنتاج عند مستوى 9.7 مليون برميل يوميا، إضافة لإعلان السعودية تخفيضا طوعيا بنحو مليون برميل بدأت من شهر يونيو.
وأضاف إن الأسواق تعي جيدا مصداقية المملكة وثقلها في عالم الطاقة، إذ بدأت الأسعار تتحسن من مايو الماضي عندما دخل اتفاق خفض الإنتاج حيز التنفيذ وكان الإغلاق الشهري الأكبر لدى خام غرب تكساس بمكاسب شهرية بلغت نحو 88 % وعند مستوى 35 دولارا فيما بلغت مكاسب خام برنت نحو 40 % عند مستوى 35.19 دولار.
وأشار إلى أن السوق افتتح شهر يونيو بقفزات في الأسعار بلغت أمس 40.19 دولار لبرنت و34.66 دولار لغرب تكساس، مرجعا تلك القفزات إلى التزام مجموعة أوبك+ بالتخفيضات إذ بلغت نسبة الالتزام 85 % في عدة تقارير وعودة الطلب على النفط من الصين والهند وانفتاح الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وعودة الأنشطة التجارية.
وأكد أن بعض الأمور السلبية تضغط على الأسعار لكن تم تجاهلها وتوجهت الأنظار لمخرجات اجتماع أوبك+ المقبل مع توقعات بتمديد اتفاق خفض الإنتاج بنفس الحجم الحالي أو التحول للمرحلة الثانية من التخفيض عند مستوى 7.7 مليون برميل.
وتوقع آل سويدان أنه في حال تمديد الاتفاق على المستويات الحالية سيعزز من ثبات الأسعار عند المستويات الحالية مع ارتفاعات طفيفة مستدامة، مشيرا إلى أن استقرار الأسواق وتحرك الأسعار بشكل بسيط ومستدام مع حدوث بعض التقلبات الطفيفة أهم من ارتفاع الأسعار بشكل كبير إذ يمكن أن تتسبب في تذبذبات حادة لا يستطيع الاقتصاد العالمي تحملها في الوقت الحالي.
وقال المستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير دراسات الطاقة في منظمة اوبك سابقا د. فيصل الفايق : إن قيادة المملكة لمجموعة العشرين هذا العام دعمت توازن أسواق النفط واستقرار الاقتصاد العالمي في ظل جائحة كورونا إذ يبقى هدف المملكة هو ضمان أمن الطاقة العالمي من خلال توازن السوق ثم الاستدامة في الأسعار وضمان استمرار الإمدادات.
وأضاف أن أسواق النفط ستشهد تأثيرا ملموسا تدريجيا بتقليص تخمة المعروض واستنزاف المخزونات النفطية تدريجياً خاصة مع جهود اتفاقية اوبك بلس بقيادة المملكة، المنتج المرجح الوحيد القادر على إحداث الفارق وتوحيد وتنسيق جهود أكبر منتجي النفط من داخل اوبك وخارجها لتوازن أسواق النفط واستقرار الاقتصاد العالمي.
وأشار إلى أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين لم تؤثر على معنويات السوق كما كانت السبب لكل اتجاه هبوطي للأسعار طيلة عام 2019 فيما يبدو أن الأسعار تتحرك ببطء وثبات متجاهلة تلك المعنويات الهبوطية، بعد عمليات شراء كبيرة شهدتها أسواق العقود الآجلة، مما يمنح المشاركين في السوق مزيدا من الثقة في التعافي حتى وإن كان بطيئا ولكنه مستدام. ولذلك فإن المهم ليس ارتفاع الأسعار حتى وإن وصل سعر خام برنت إلى 40 دولار للبرميل وهو أعلى سعر في ثلاثة أشهر ولكن الأهم هو استدامة الأسعار بتقلبات منبسطة وارتفاع تدريجي بطيء يستطيع الاقتصاد العالمي استيعابه.
وقال الأستاذ المشارك ورئيس قسم هندسة البترول بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. ظافر الشهري إن عودة عجلة الاقتصاد ما زالت بسيطة وفي مراحلها الأولية على مستوى العالم، وحتى تعود دورة الاقتصاد إلى مستويات قريبة من الأوضاع الطبيعية ويعود التوازن بين العرض والطلب في السوق النفطية ويقل فائض المخزون النفطي فإن الأسعار ستبقى في هذا المستوى.
ولفت إلى أن الأسعار لن تعود المستويات التي شهدناها في بداية العام حتى تتحقق المعطيات السابقة وهذا في أحسن الأحوال يحتاج إلى بضعة أشهر ليتحقق.