علق قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي على الوضع الاقتصادي المتردي في إيران إضافة لتفشي وباء كورونا، الذي يفتك بالشعب الإيراني وممارسة النظام لأبشع أساليب القمع ضد الإيرانيين، الذين يحتجون على الأوضاع المعيشية وتقابلهم السلطات بالرصاص والسجون.
وقال رجوي: المال لنظام الأسد في سوريا، والبنزين ينقل إلى نظام مادورو في فنزويلا، والقتل وسفك الدماء خلال انتفاضة نوفمبر ثم السجن والموت وفيروس كورونا للشعب الإيراني وللشباب. واعتبر رجوي إرسال البنزين إلى فنزويلا وإطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية وقصف سفينة بحرية بنيران صديقة ما هي إلا استعراض فارغ للقوة في خضم أزمة السقوط.
من جانبه اعتبر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أنّ ديكتاتورية الملالي الإرهابية هي السبب الرئيس للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية الحالية في إيران، وطالما أنّ هذا النظام بالسلطة، فالفقر والبطالة ونقص المياه والتضخم ستزداد حدة.
كتبت صحيفة مستقل الحكومية يوم الإثنين الماضي «اختاروا مناعة القطيع في إيران. وبهذه الطريقة خففوا الحجر الصحي منذ البداية، ثم أوصوا به، وسمحوا بالسفر خلال عطلة العيد، واستأنفوا النشاط الاقتصادي خوفا من «الانهيار الاقتصادي». وبسبب نقص الموارد المالية اللازمة في أيدي الحكومة، فقد رأوا إطلاق الأنشطة الاقتصادية والخدمية حلا. ونتيجة لذلك، استؤنفت الموجة الثانية من المرض في العديد من المقاطعات، ولا يمكن توقع نتائجه».
وكانت اختلافات في وجهات النظر واضحة للغاية في هذه الأشهر الثلاثة بين الخبراء الطبيين والإدارة السياسية، التي يتحدث عنها روحاني. أصر روحاني على أن «العدو يريد تدمير اقتصادنا». وقال الأطباء «إن حياة الناس في خطر». في هذه الأثناء، كان من الطبيعي أن تتقدم السلطة السياسية، وكان دخان هذا الانقسام واضحًا للناس ومجتمع الرعاية الصحية. وقالت الصحيفة معترفة بأنه وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، أصبحت تسع مؤسسات تحت سيطرة خامنئي ثمينة من حيث الثروة والسيولة. قبل بضع سنوات، نشرت رويترز تقريرًا عن وجود أصول بقيمة 95 مليار دولار في الهيئة التنفيدية لأمر خامنئي.
وأضافت أن حكاما لا يعتمدون على شعبهم. قد تتلاشى القوة المركزة تدريجيا ولم تعد مستدامة. هشاشة السلطة واضحة في أحداث عامي 2018 و2019، وستأخذ الفيضانات التي سيسببها سوء إدارة الأحداث حاليا كل شيء معها.
ظروف مزرية
أشعلت الظروف المعيشية المزرية وممارسات نظام الملالي في النهب والاضطهاد والقهر، غضب الآلاف من أبناء الشعب الإيراني، الذين ينظمون مظاهرات احتجاج، وإضرابات بمعدل يومي في مختلف المدن وبحسب شبكة مجاهدي خلق الإيرانية، تستمر احتجاجات سكان قرى الطريق من جوفير إلى الأحواز للاحتجاج على قطع المياه، حيث أغلقوا الطريق، وفي أصفهان نظم سائقو الشاحنات وقفات احتجاجية لتعطل أعمالهم.
وكان سكان قرى جوفير التابعة لقضاء دشت آزادكان، على بعد 50 كم غرب الأحواز، قد أغلقوا الطريق الرئيس للاحتجاج على انقطاع المياه، واحتج سكان القرى ورفعوا شكاوى عدة مرات، ووعدت شركات النفط والغاز في هذه القرى بحل المشكلة.
بالإضافة إلى النفط، يمتلك القرويون الغاز، وتنتج قراهم 6.5 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي في اليوم، ولكن على الرغم من هذه الثروة الضخمة، فإن مواطني هذه المنطقة محرومون من حقوقهم الأساسية ومعدل البطالة بين شباب هذه المناطق عالٍ جدا.
احتجاج السائقين
ونظم سائقو الشاحنات في أصفهان وقفة احتجاجية للاعتراض على البطالة، التي امتدت إلى أربعة أشهر وعدم حسم وضعهم المهني. وقال عدد من السائقين: لم نتمكن من عبور الحدود منذ أربعة أشهر وسنموت إذا لم نعمل.
وما زال أكثر من 200 ناقلة عالقة عند حدود ميرجاوه، وتوقفت الشاحنات المرسلة من محافظة أصفهان عند جمارك ميرجاوه لمدة أربعة أشهر في محافظة سيستان وبلوجستان.
ونظمت مجموعة من أصحاب الأراضي في منطقة «برواز» تجمعا احتجاجيا، وطالب المتظاهرون الإذن بالبناء على أراضيهم.
وانتظر أصحاب الأراضي في منطقة «برواز» 20 عاما للحصول على الموافقة للبناء على أراضيهم بعد الترخيص لمناطق على تخومها وفي أوسطها مثل فرهنكيان.
واجتمعت مجموعة من موظفي الاتصالات في المناطق الريفية أمام مكتب العمل في محافظة خوزستان، وطالبوا بالاهتمام بظروف عملهم ومعيشتهم. وذكر المتظاهرون أهم مطالبهم بتنفيذ خطة تصنيف الوظائف، المساواة في الرواتب، التمتع بجميع المزايا القانونية للعمل، إصدار أوامر التوظيف، وضع العمال على غرار الموظفين الآخرين في المخطط التنظيمي، وتحديث واستلام جميع متأخرات التأمين وتحديد واجب التأمين بنسبة 4% من العمل الشاق. كما تجمعت مجموعة من مربي الماشية في نقده، أمام قائممقامية محمديار وقائممقامية نقده احتجاجا على تقييد رعي الماشية في المنطقة.
انقطاع المياه
وقام أهالي منطقة غيزانية التابعة للأحواز بمحافظة خوزستان بتنظيم حركة احتجاجية، وبادروا بإغلاق طريق الأحواز- ماهشهر احتجاجا على انقطاع مياه الشرب، لكن سرعان ما اقتحمت قوات الشرطة القمعية المنطقة واعتدت على المتظاهرين بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم ومن بينهم طفل.
يقول أحد المحتجّين: ليس لدينا ماء. وعندما نحتج يفتحون علينا النار، دعوني أموت وأتخلّص من هذا العذاب.
في خضم إطلاق النار على التجمّع الاحتجاجي من قبل قوات الشرطة، أصيب شاب من أهالي المنطقة في ساقه، ومنذ ذلك الحين أعاد نشطاء التواصل الاجتماعي نشر فيديو على نطاق واسع، يظهر إصابة الشاب برصاص مطاطي في ساقه مما أثار موجة انتقادات واسعة.
في غضون ذلك، قارن أحد النشطاء شحّ المياه في غيزانية بنقل الوقود إلى فنزويلا قائلا: يتمّ نقل البنزين إلى فنزويلا، ولكن لا يتمّ توصيل المياه إلى غيزانية جنة النفط.
وكتب عدد من النشطاء بما معناه: لقد أطلقوا النار حتى على الماء، الناس متعطشون للماء، متعطشون للحياة والعيش، والنظام متعطش للدماء والموت والقتل، غيزانية قدمت الدماء من أجل الماء، عندما تستخرج المياه من البئر وتصنع بها الشاي ألا يكون طعمها طعم الدم؟.
تأتي حادثة غيزانية المؤلمة في الوقت الذي يستنزف فيه نظام الملالي ثروات الشعب الإيراني على تمويل وتصدير الإرهاب. وقد اعترف حشمت الله فلاحت بيشه، عضو سابق في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس شورى النظام، بأنّ خامنئي منح النظام السوري الديكتاتوري مبلغ 30 مليار دولار.
وقد نظم أهالي غيزانية تجمّعا احتجاجيا جديدا قبل أيام وسط أزمة كورونا وحرارة الطقس العالية، احتجاجا على استمرار انقطاع المياه.
اعتراف حكومي
في هذا السياق، اعترف موقع «همشهري آنلاين» الحكومي في 24 مايو الماضي بأنه يتمّ ضخّ مياه الشرب مرة واحدة كل 4 أيام ولمدة 4 ساعات فقط إلى القرى ذات الكثافة السكانية العالية في قطاع غيزانية، هذا بالنسبة للقرى التي تمتلك أنابيب المياه، لكن بالنسبة للقرى الأخرى المفتقرة إلى أنابيب المياه والبالغ عددها أربعين يجب نقل المياه إليها عبر أربعة صهاريج بعضها قد تعطّل عن العمل.
الوضع في منطقة غيزانية كارثي لدرجة دفعت وكالة «تسنيم» للأنباء المقربة من قوة القدس، إلى إعداد تقرير عن المنطقة في 6 أغسطس 2019، تحت عنوان «جنة نفط في جحيم غيزانية» وإرفاقه بالصور جاء فيه: لا يزال قلب صناعة النفط في خوزستان مع 600 بئر نفطية، يعاني من الحرمان. غيزانية هي موطن لأكبر شركات النفط في البلاد تنتج ما لا يقلّ عن مليوني برميل من النفط يوميا. خلال نصف القرن الماضي، لم يجلب الذهب الأسود لغيزانية سوى تلوث الهواء والتربة، وشح المياه، والدمار الزراعي، وهجرة القرويين.
فقر مدقع
وكتبت صحيفة «رسالت»، لسان حال إحدى الزمر الفاشية الحاكمة، في 26 مايو الماضي، مشيرة إلى الفقر المدقع الذي يعانيه الشعب: لماذا غرسنا السكين في عظام الناس مرة أخرى؟ سوء الإدارة والعطش أمران متأزمان ومحزنان للغاية لدرجة أنهما أجبرا أهالي غيزانية في الأهواز على الاحتجاج. وعندما يكون أساس معيشة الأسرة هشّا، تبقى حجة واحدة فقط وحينذاك يشتعل الموقف مثل شعلة الكبريت في مخزن القش وينتهي كل شيء.
وكتب صحفي حكومي: وصلت شحنة كبيرة من البنزين إلى فنزويلا دون إطلاق طلقة واحدة، لكن في غيزانية قالوا إنهم لا يملكون المياه، فجاءهم الردّ بالرصاص.
يأتي ادعاء المحافظ التابع للنظام في الوقت، الذي اعترفت فيه وسائل الإعلام الحكومية بعدم فاعلية النظام والوعود الكاذبة، التي يقطعها قادته ومسؤولوه للناس، وذكّرت بعضها بالوعود الخادعة التي قطعها محافظ خوزستان منذ عام 2016 بحلّ مشكلة شبكة المياه في المنطقة في غضون ثلاثة أشهر.
الحرائق تشتعل
واعترف محمد موحدي، عضو مجلس شورى النظام، في جلسة برلمانية في 31 مايو بانتشار الحرائق في الغابات وعدم تخصيص إمكانات إطفاء الحرائق، وقال: منذ عدة سنوات متتالية تتعرض الغابات والموارد الطبيعية في محافظة كهكيلويه وبوير أحمد لحرائق وتلحق بهذه الثروات الوطنية أضرار لا يمكن تعويضها.يحضر الناس والشباب بأيدٍ فارغة لمكافحة حرائق غابات البلوط فيما الحياة البرية والحيوانات المظلومة في جبل خائيز تتحول إلى رماد في لهيب الحرائق، ولا تزال النار في مرتفعات جبل خائيز متصاعدة. من الضروري أن يفيق أولئك الذين يجب أن يستيقظوا من النوم.