يعيش الشعب الإيراني في عزلة عن العالم الخارجي بسبب رقابة نظام الملالي على الإنترنت، وغلقه المواقع التي يمكن أن تربط الشعب مع الخارج للتغطية على جرائم النظام، واستبداده، وبدلا من أن يفك النظام الإيراني القيود على الإنترنت بسبب الضغوط التي يواجهها الشعب الإيراني بعد انهيار الاقتصاد، وانهيار العملة الإيرانية. يواصل نظام الملالي ممارسة الرقابة على الإنترنت، وتشديد القيود لأنه لا يؤمن بحرية التعبير، والرأي، ويرى أن الإنترنت خطرا عليه، وهذا ما حدث منذ أيام قليلة حيث قام نظام الملالي بقطع الإنترنت عن المدن الإيرانية لمدة ١٥ دقيقة لكي يختبر إمكانية قطع الإنترنت في أي وقت بالإضافة إلى زيادة الأدوات الرقابية على الإنترنت.
نظام الملالي في أزمة جائحة كورونا والذي فقد السيطرة عليها بسبب غياب المنظومة الطبية في إيران قام بحجب الصحف عن الخروج، وقام بغلق المواقع الإخبارية ووضع قيودا، ورقابة مشددة على التلفزيون الإيراني منعا لتسريب الأخبار التي تدين النظام لمساهمته في تفشي وباء كورونا داخل المدن الإيرانية، وبعد قراره بفتح الحياة مرة أخرى داخل إيران قام بتجربة إمكانية قطع الإنترنت استعدادا للمظاهرات القادمة في إيران، خاصة أن الشعب الإيراني في حالة غليان بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها بالإضافة إلى ثورة المحامين القادمة في إيران بعد تدخل نظام الملالي في استقلال مهنة المحاماة، وفرض نظام جديد يجعل المحامين تابعين لسيطرة نظام الملالي وهذا يهدد المحاكمات العادلة في إيران، ولذلك قطاع المحامين سوف يخرج في ثورة غضب عارمة ضد نظام الملالي، وربما ينضم إليهم أيضا كل من تضرر خلال حكم نظام الملالي بعد الثورة الإيرانية الإرهابية والتي قضت على آمال وأحلام الشعب الإيراني.
نظام الملالي جعل موقع تويتر يغرد فيه أركان نظامه، وحرم الشعب الإيراني منه وهذا أثار سخرية العالم بعد تغريدة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر والذي دعا الشعب الإيراني إلى متابعة إحدى محاضراته في نيويورك عبر موقع تويتر، بينما نظام الملالي لا يتيح هذا الموقع للشعب الإيراني وغيره من المواقع التي يمكن أن تجعل الشعب الإيراني في تواصل مع الخارج، ودائما نظام الملالي يخشى افتضاح أمره، وجرائمه ولعل احتجاجات البنزين الماضية قام نظام الملالي بقطع الإنترنت عن الشعب الإيراني. لكن الشباب الإيراني وثق جرائم النظام من قمع، وتعذيب ضد المحتجين على يد الحرس الثوري الإيراني، والباسيج، ووزارة الخارجية الأمريكية لديها صور، وفيديوهات توثق الاعتداءت التي وقعت على المتظاهرين.
اختبار قطع الإنترنت الذي جرى الأسبوع الماضي في إيران يؤكد أن نظام الملالي يعرف أنه في أيامه الأخيرة، وأن الأيام القادمة سوف تشهد نهايته، ونهاية الاستبداد، والقمع في إيران، ومهما حاول هذا النظام قطع الإنترنت لن يقدر على منع سقوطه، وسقوط أذنابه إلى الأبد.
مشعل أبا الودع
alharby0111@