يوم الخميس قبل الماضي مع أول رفع للقيود التدريجية حتى عودة الحياة إلى طبيعتها بإذن الله، وخلال ساعات الصباح الأولى قرأت تغريدات وشاهدت مقاطع للفيديو تصف حال الشوارع المكتظة بالسيارات، نعم، أقول بالسيارات بدأ أصحابها من خلالها يطلقون الأحكام على عدم وعي الناس وعدم التزامهم بالاحترازات الصحية لجائحة الفيروس، أستغرب ممن يحكم على منظر السيارات بل بالعكس فالسيارات تعني تباعد الناس، وأيضا من الطبيعي أن يرغب الناس بالتجول نهارا بعد انتهاء الشهر الفضيل وبعد ما يقارب شهرين وزيادة من الحجر المنزلي، فأين المشكلة يا ترى؟ نعم، شاهدنا بعض الطوابير القليلة عند بعض المحال التجارية تفتقد للتنظيم؛ مما حدا بالبعض بإطلاق صافرات الإنذار المبكر على فشل شامل لرفع القيود، وأن العودة للوضع السابق قادم لا محالة، هنا شابني بعض التشاؤم قليلا فقررت أن أحكم بنفسي خرجت إلى الشارع فوجدت أكثر من 95 % من الناس ملتزمون بلبس الكمام والقفاز وتعقيم عربات التسوق بأنفسهم حتى بعد تعقيمها من عمال النظافة، والالتزام بالتباعد الواضح عند الانتظار للدخول لأي متجر أو عند دفع الحساب، وكذلك مع أول يوم في العودة للعمل تدريجيا كان الالتزام حتى مع التهنئة بالعيد بعدم المصافحة و«سلام النظر» هو السائد، وذلك حتى اليوم الأخير قبل نشر هذا المقال لم أصافح أحدا، ولم أقع في حرج مع أحد حيال ذلك، وفي مواقع التجمعات عند المداخل تقاس حرارة المتسوقين وتوضع لهم سوائل التعقيم، وطاولات الطعام المتباعدة في ساحات المطاعم، فكانت كل تلك الأيام مثالا للوعي الكامل والواضح.
فيا ترى كيف حكم أصحابنا صباح الخميس عن تشاؤمهم عن فشل رفع القيود؟ ثم هل ساعة أو ساعتان أو محل أو مجمع كفيل بالحكم على كل شيء في وطننا حتى نهاية هذا الشهر، كم أول يوم بل في أولى ساعاته؟ صدقا لا أجد إلا أن أغير عنوان المقال أعلاه، وأضع فتحة على التاء وأوجهها للمتشائمين أصحاب صباح الخميس الماضي هداهم الله.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم وأقول (النوايا الطيبة لا تخسر أبدا) في أمان الله.
Majid_Alsuhaimi @