الناس هم هكذا يرون الرجل الغني فيظنونه بلغ قمة السعادة بما لديه وهم لا يعلمون أنه يعاني من (ألم) لم يجد له دواء.. يرون العاشق المتيم ويضحكون عليه، ولم يطلعوا على نار الشوق التي يصطلي بها:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابة إلا من يعانيها
يعجبون بالممثل الذي يعيش دور الزوج الرائع، والممثلة التي تتمثل دور الزوجة المثالية وصاحبة الذوق الرفيع في حياة الأسرة، ولا يعرفون أن العكس هو ما يدور وراء الشاشة، فالممثل فشل في الاحتفاظ بزوجة، والممثلة تزوجت مرات.
الناس -يا سادة- يحسدون ذلك الأب على أولاده الصالحين الذين تبوأوا مناصب وظيفية مرموقة، يظنونه ظفر بأولاده على (جزيرة الكنز)، أو حول شخصياتهم عبر مصباح علاء الدين السحري، لا يدركون أن ذلك النجاح كان حصاد سنين من كد وكرف، وحرص ومعاناة وصراع مع أولاده ليبلغ بهم القمة.
الناس إذا ذكر عندهم رجل ناجح قالوا: هنيئا له.. يا حظه.... لا يعلمون أن ذلك النجاح مر بعقبات وإخفاقات حتى أبصر نور الصدارة.
باختصار.. ما يظهر للإنسان من حياة الناس لا يعكس الحقيقة دائماً.. لذا لا تحكم على الظواهر، ولا تغتر بالقشور التي تراها في مجتمعك، فالناس لديهم من الهموم، ومن خبايا الأمور ما لو اطلعت عليه لوليت فراراً من ملاحقتهم بتصوراتك وأقوالك، ولملئت من حياتهم رُعباً!
ظواهر الناس التي تراها لا تعكس الخفايا وما يدور خلف كواليسهم.. بعضهم وراء ظاهره معاناة خسر أشياء وضحى بأخرى حتى رسا على شواطئ الحياة.. بعضهم يبتسم لك ويضاحكك لكنه يخفي من الآلام الداخلية ما يحطم الصخور، وآخرون يمثلون بمعنى يتكلفون ليصنعوا هذه الظواهر!
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
عش حياتك واترك للناس إثم ظنونهم وأحكامهم!
ولكم تحياااااتي
@alomary2008