وأشار إلى أنه في الأزمات ووقت الشدائد يتطلب من المرء اللجوء إلى الله تعالى، ففي الضيق تتبدى السعة، وفي الألم يتجلى الأمل، وفي الكرب يجد المرء مخرجا، ولو خلق الله الضيق دون سعة والألم دون أمل والكرب دون فرج والحزن دون سرور لضاقت الدنيا بمن عليها وما طاب العيش لمخلوق ورأى أن مما يسلي المرء ويعزيه أن ما يعيشه من السعة والتفريج في الحياة أضعاف أضعاف ما ينتابه أحيانا من ضيق وكرب في حياته.
وفي المدينة المنورة، ذكر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالمحسن القاسم، أن الله حكيم يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها اللائقة بها في خلقه وأمره، له كامل الحكمة المقترنة بالعزة والعلم والخبرة والسعة والتوب والحمد، حكمته بالغة تعجز العقول عن الإحاطة بكنهها وتكل الألسن عن التعبير عنها وبحكمته.
وأوضح أنه بحكمة المولى سبحانه، خلق المخلوقات كلها بأحسن نظام ورتبها أكمل ترتيب، أتقن التدبير وأحسن التقدير وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به، وتحدى الله الخلق أن يجدوا في خلقه خللا.
واختتم بالإشارة إلى أن الله سبحانه بنى أمور عباده أن عرفهم معاني دلائل خلقه وأمره دون دقائقها وتفاصيلها، وهذا مطرد في الأشياء أصولها وفروعها، وما يخفى على العباد معاني حكمته في صنعه وإبداعه وأمره وشرعه وكونه القدري يكفيهم فيه معرفته بالوجه العام أن تضمنته حكمة بالغة وإن لم يعرفوا تفاصيلها وأن ذلك من علم الغيب الذي استأثر الله به.