وظائف الرئة
والآن أصدر الأطباء في كلية طب إيكان بجبل سيناء أحد التقارير التفصيلية الأولى حول الظاهرة وذكروا فيه عن 4 من هؤلاء الأطفال المرضى، أنهم قد يصابون بعاصفة «السيتوكين»، التي يمكن أن تصبح قاتلة، كإحدى المضاعفات حتى بعد أن يتم علاجهم من فيروس كورونا، وقبل دخول المستشفى، كان الأطفال يتمتعون بصحة جيدة، ولكن في نهاية المطاف انتهى بهم الأمر في وحدة العناية المركزة للأطفال، وكانوا بحاجة إلى دعم طبي لوظائف الرئة ومستويات بروتينات الدم المختلفة.
نشاط مناعي
ويقول علماء إن تزايد عدد بروتينات «السيتوكين»، المسؤولة عن زيادة النشاط المناعي للخلايا، على نحو يفوق المعدلات الطبيعية، قد يجعل جهاز المناعة عاجزًا عن السيطرة عليها أو وقفها، وفي تلك الحالة، تنتشر هذه البروتينات في أماكن مختلفة من الجسم، وليس فقط في المناطق المصابة بالعدوى فيه، وتبدأ في مهاجمة الخلايا السليمة، والتهام كرات الدم البيضاء والحمراء، وتدمير الكبد.
أعراض مرضية
وذكر أخصائي أمراض الروماتيزم والمناعة لدى الأطفال في جامعة آلاباما في برمنغهام راندي كرون، أن غالبية المرضى الذين يعانون من متلازمة «عاصفة السيتوكين»، يشعرون بارتفاع كبير في درجة الحرارة، كما يواجه نصفهم تقريبًا بعض الأعراض المرضية، التي تصيب الجهاز العصبي، مثل الصداع ونوبات الغياب عن الوعي، وحتى الغيبوبة.
مؤشر مبكر
وظهر أول المؤشرات، التي كشفت عن أن «عاصفة السيتوكين» ضربت أشخاصًا عانوا بشدة من «كوفيد 19»، في مستشفى صيني قريب من البؤرة الأولى لتفشي الوباء، ففي إطار دراسة أُجريت على 29 مريضًا، قال أطباء في إقليم ووهان الصيني، إنهم سجلوا ارتفاعًا في مستوى اثنين من البروتينات المنتمية لعائلة «السيتوكينات»، لدى الحالات الأشد إصابة بفيروس كورونا المستجد، ويُعد وجود أحد هذين البروتينين في الجسم، مؤشرًا مبكرًا على معاناة صاحبه من أعراض مشابهة لأعراض متلازمة «عاصفة السيتوكين»، في إطار دراسة تحليلية شملت 11 مريضًا، وأجراها أطباء في مقاطعة غوانغدونغ الصينية، فيما كشف فريق آخر، أجرى دراسة شملت تحليل بيانات 150 مريضًا، عن رصد نسبة أعلى من المؤشرات الجزيئية التي تفيد بحدوث متلازمة «عاصفة السيتوكين»، لدى مَنْ توفوا منهم مُقارنة بنظرائهم ممن نجوا من الموت.
نتائج مشابهة
ورصد أطباء متخصصون في المناعة بمدينة خفي الصينية، نتائج مشابهة لدى تحليلهم حالات مرضى قضوا نحبهم، وأشاروا كذلك إلى أنهم اكتشفوا وجود مستويات عالية من الخلايا المناعية النشطة المُدمرة، التي تفرز «سيتوكينات» خطرة، في دماء مرضى كورونا تطلبت حالاتهم، وضعهم في غرف العناية المركزة.
المتلازمة نفسها ضربت مرضى أمريكيين، وقال رئيس قسم الأمراض الروماتيزمية في جامعة تيمبل بولاية فيلاديلفيا روبرتو كاريكيو، إنه عاين «الكثير منهم» ولم تُنشر بعد البيانات الدقيقة المتعلقة بهذا الأمر.