ليس أكثر أسى هذه الأيام من أن تكون ناجيا من كورونا وتذهب إليه بقدميك، يحدث هذا حين يقال لك التزم بالتعليمات الصحية والإجراءات الاحترازية وتجنب الخروج من البيت لغير الضرورة، ثم إذا بك تتحول إلى طرف في زحام على الكورنيش أو في أحد المولات غير عابئ بهذه التعليمات والاحترازات. كنا في السابق نجزع من عدم مراعاة بعض الأشخاص للحقوق العامة وإذا بنا أمام أشخاص لا يراعون حتى حقوق أنفسهم وحقوق آبائهم وأولادهم عليهم. ولذلك أنا قلبا وقالبا مع إعادة تشديد الإجراءات والاحترازات، حتى أكثر من السابق، لأن بعض الناس لم تعد تنفع معهم نداءات التوعية وأصبحوا يحتاجون إلى شيء من القسوة التي تعيدهم إلى صوابهم.
طبعا الغالبية من الناس، وأنا شاهد على ذلك، واعية وملتزمة بالتعليمات والإجراءت، لكن مصيبتنا في هؤلاء الذين لا يعقلون ولا يتوكلون، بل يتجاوزون كل الحدود من باب أنهم ضد الكسر. والمصيبة الأعظم أنهم حين يرتكبون حماقة الذهاب إلى كورونا بأقدامهم يضروننا نحن الذين نتبع التعليمات ونمشي على المسطرة اتقاء أن نضر أنفسنا ونضرهم.
ليست الدولة وحدها هي المسؤولة عن تحمل أعباء هذا الوباء ومكافحته وتأمين سبل علاجه، بل أنت كمواطن عليك مسؤولية كبرى لا تتطلب الكثير. كل ما هنالك هو أن تؤجل قليلا نزهتك، وتستغني مؤقتا عما ليس ضروريا في حياتك، وتحاول أن تكون على قدر توقعات مجتمعك منك حين لا تبتليه باستهتارك وتهاونك في التعامل مع هذا الوباء. وأكاد أقول هنا إن كل من تسبب في إصابة أحد بهذا الوباء نتيجة استهتار أو تهاون فإنه يتحمل وزر ما يترتب على هذه الإصابة من مرض أو وفاة.
قلنا من قبل وما زلنا نقول إننا مجتمع ناضج وواع ويتحمل أفراده مسؤولياتهم على الوجه المطلوب، لكن أولئك القلة المستهترون يفسدون المشهد العام للوعي ويقلقون راحتنا ويتسببون بخسائر على المستوى الصحي لا داعي لها. وكلما كشف هؤلاء وأخذ على أيديهم، كنا بمأمن من تصرفاتهم السيئة.
شيء أو سؤال أخير موجه لأصحاب الفضيلة علمائنا وهو: ما حكم من يعرض نفسه للإصابة بوباء كورونا نتيجة استهتاره أو تهاونه في اتباع التعليمات والإجراءات الاحترازية؟.
@ma_alosaimi