ومضى يقول: «عنف الشرطة سبب رئيس في وفاة الشباب الأمريكيين، حيث على الأرجح يُقتل شخص من أصل ألف رجل أمريكي أسود على أيدي الشرطة، وهو عدد مرتفع وبشع».
النفاق الأمريكي
ولفت إلى أن مقتل «فلويد» يوضح للعديد من الناس في الشارع، نفاق الحياة الأمريكية والحلم الأمريكي.
وتابع بقوله: «أطلقت الشرطة الأمريكية النار على آلاف الرجال والنساء السود على مدار السنوات الماضية. في أغسطس 2014، تسبب إطلاق ضابط شرطة أبيض في مدينة فيرغسون النار على مايكل براون في إشعال مظاهرات، وفي نهاية المطاف ظهور حركة (حياة السود مهمة)، التي تكافح لتحقيق العدالة العرقية».
وأشار «كاراسيك» إلى أن الخوف الذي تعيشه العائلات الأمريكية السوداء إزاء طريقة تعامل أبنائها مع ضباط الشرطة البيض، خلق ضررًا نفسيًّا دائمًا لدى هذه الشريحة.
وأردف يقول: «اندلعت الاحتجاجات التي أعقبت مقتل براون وسط توترات عرقية تغلي منذ أمد بعيد. في الأيام التالية، تصاعدت الاحتجاجات بسرعة، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين. وظهرت شائعات تفيد بإطلاق أعيرة نارية من وسط حشود المحتجين، ولذلك جرى استقدام مركبات مدرعة وإعلان حالة الطوارئ».
عنصرية متجذرة
وأضاف: لسوء الحظ، العنصرية متجذرة في أمريكا لدرجة أن مقتل فلويد قد لا يخلق حالة ثورية حقيقية تعمل على معالجة تلك المأساة الإنسانية.
ومضى يقول: ما زال العرق يؤثر على الطريقة التي تتعامل بها جهات تنفيذ القانون مع ذوي الأصول الأفريقية في الولايات المتحدة. وما زالت العنصرية ملمحًا منهجيًا للمجتمع الأمريكي والعديد من المؤسسات عبر تاريخ البلاد.
وأوضح أن الدور الذي تلعبه التحيزات الضمنية والعلنية تاريخيًا في خلق ممارسات متباينة لإنفاذ القانون وما نتج عنها من توترات بين الأمريكيين الأفارقة والشرطة، هو حقيقة على الأرض يجب معالجتها فورًا.
وأوضح أن وحشية الشرطة ضد السود ممارسة ثابتة في أمريكا الحديثة، مشيرًا إلى أن كاميرات الهواتف الجوالة تسمح الآن بتصوير المواجهات بين الشرطة والمواطنين، ونشرها بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
سلوكيات الشرطة
وتابع يقول: دفع ذلك وسائل الإعلام البارزة لبث ممارسات وسلوكيات الشرطة المثيرة للتساؤلات، ولولا ذلك لمرّت هذه الممارسات دون تغطية إعلامية.
وأضاف: لا شك في أن الأمريكان السود في عموم البلاد واعون وقلقون إزاء استخدام الشرطة للتنميط العرقي ضد هذه الشريحة السكانية، لا سيما أن المعاملة المتباينة للأقليات تترتب عليها نتائج عكسية فيما يتعلق بتقديم خدمات سلامة عامة فعّالة وذات كفاءة.
وأردف يقول: تتناقض تحيّزات ضباط الشرطة الشخصية، التي تتدخل في أحكامهم المهنية، مع سياسة الشرطة وتدريبها، وليس لها أساس قانوني في مجال إنفاذ القانون.
وتابع: لكن ضباط الشرطة هم نتاج البيئة التي نشأوا فيها والأشخاص الذين يصادقونهم، وهكذا. كما أن إدارات الشرطة في مختلف أنحاء البلاد بها شبكات أبوية من الصعب كسرها.
حالة تفكك
وأشار الكاتب إلى أن عودة الاضطرابات الشعبية الكبيرة بسبب مقتل أمريكي أسود على يد الشرطة، قبل انتخابات نوفمبر الرئاسية المثيرة للجدل، ووسط جائحة فيروس كورونا، قد تؤدي لنشوء حالة تفكك أكبر في وقت يسود فيه انقسام أمريكي عظيم.
وأوضح أن ذلك يحدث في وقت من المتوقع أن تبلغ فيه البطالة والكساد الاقتصادي ذروتهما في الأشهر المقبلة، مضيفًا: يجري الآن رفع حالة العزل الإجبارية، ما قد يزيد من حالة عدم اليقين. فانتشار الفيروس وسط المحتجين هو مصدر قلق خطير، ونظرًا إلى المواجهات العنيفة، فإن انتشار المرض هو أمر مؤكد.
وتابع: بينما يكافح المقهورون دفاعًا عن حقوق المظلومين، ينقل هؤلاء المقهورون المرض لإخوتهم. ومن المرجح أن يترك هذا أثرًا ضارًا على النفسية الجماعية للبلاد.
وأردف: ينبغي أن يجري المسؤولون والعلماء والباحثون المختصون في الولايات المتحدة تقييمًا متأنيًا لما يحدث، حتى يمكن تجنب احتمال اندلاع اضطرابات مدنية واسعة النطاق في المستقبل.