وقال استشاري الباطنية والأمراض المعدية د. علي آل سويدان: «عقار هيدروكسي كلوروكين تم استخدامه على المرضى على مستوى العالم مع تفشي فيروس كورونا وأثبت فعاليته المخبرية ضد فيروس كورونا المستجد، وفي المختبر تضاربت الدراسات الإكلينيكية أو السريرية ضد فعاليته من عدمها، وكان لوزارة الصحة السبق في متابعة المحتوى العلمي للعقار في المجالات العلمية ومتابعة الأبحاث العالمية وكانت تستجيب لأحدث الدراسات، وكانت الدراسات الأولية تثبت فعاليته سريريا ابتداء من الدراسة الفرنسية المشهورة، وبعدها ظهرت بعض الدراسات التي أظهرت جانبا من الآثار الجانبية له، وأخيرا سحبت بعض الدراسات من المجلات العلمية الشهيرة بعد الدراسات التي تخص فعالية العلاج، وأخيرا في الدراسات العالمية السريرية ثبتت فعاليته وجدواه في العلاج، وعادت مرة أخرى وزارة الصحة في استخدامه بعد إعلان منظمة الصحة العالمية فعاليته وأعادت استخدامه وإعادة الدراسات عليه، والعقار يعتبر من أحد الخيارات العلاجية المستخدمة في علاج فيروس كورونا بالمملكة».
الحاجة المتزايدة
وأضاف الطبيب الاستشاري المشارك في الطب الوقائي والصحة العامة د. علي الحداد: «دواء الهيدروكسي كلوروكين تم استخدامه في علاج فيروس كورونا المستجد بسبب الحاجة المتزايدة نظرا لارتفاع أعداد الإصابات والوفيات ومع فعالية الدواء ظهرت حاجة إلى إجراء دراسات وأبحاث وبائية وسريرية لتأكيد النتائج والتحقق من فعاليته، فظهرت الدراسة الدولية التي أطلق عليها اسم اختبار التضامن تحت إشراف منظمة الصحة العالمية في مارس الماضي لتقييم العلاجات التجريبية بشكل ممنهج علمي للوصول لدلائل واضحة ومن ضمنها هذا الدواء بمشاركة من المملكة وعدة دول».
وأضاف «الحداد»: «مؤخرا ظهرت قضية تسببت في الجدل حينما نشرت دراسة في مجلة طبية علمية مهمة ومعروفة ربطت بين هذا الدواء وخطر المضاعفات والآثار الجانبية والموت مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلانها إيقاف التجارب الإكلينيكية حفاظا على سلامة الأرواح اعتمادا على هذه النتائج من مبدأ الأخلاقيات الطبية، ثم بعدما سحب الباحثون المؤلفون تأييدهم لنتائج هذه الدراسة بعد أن اكتشفوا أن هناك خللا في البيانات الأولية الأساسية لهذه الدراسة ومصداقيتها ودقتها وجودتها، وتراجعت حينها المجلة الناشرة لهذه الدراسة وأعلنت هذا الخلل والتراجع وعلى ضوئها أعلنت منظمة الصحة العالمية إعادة التجارب على الدواء واستئنافها».
أكثر سلامة
وأشار الصيدلي د. عبدالسلام الفوزان إلى أن «علاج هيدروكسي كلوروكين أحد الأدوية المصرح بها منذ عقود لعلاج الملاريا وبعض أمراض المناعة الذاتية، ويعد أحد أدوية الملاريا التي تم استخلاصها من لحاء شجرة تدعى الكينا عام ١٨٢٠م، وتفوق العقار بكونه أكثر سلامة دوائية وأقل سمية، وتبقى طبيعة عمله داخل الجسم غير معروفة تماما، وعلى الأرجح في حالة استخدامه في علاج كورونا فإن هذا الدواء «بطبيعته القلوية البسيطة» يعمل بعد تراكمه في الخلايا على منع فيروس كورونا من خلع غلافه البروتيني مما يؤدي إلى تعطيل قدرة هذا الفيروس على التكاثر، ومن آثاره الجانبية الغثيان والإسهال والألم في المعدة والطفح الجلدي وفي حالات نادرة جدا فقر الدم أو التغيرات في النظر أو عدم انتظام ضربات القلب ويتعارض الدواء مع بعض أدوية السكر والقلب والغدة الدرقية وبعض المضادات الحيوية».